أنهت الأسواق الأمريكية تعاملاتها يوم الجمعة على انخفاض جماعي، وسط تصاعد حدة المخاوف من تداعيات الخطوات التجارية التصعيدية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتعلقة بفرض رسوم جمركية مرتفعة على عدد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وقد تفاعلت الأسواق سلبًا مع هذه التصريحات، رغم المكاسب التي سُجلت في جلسة الخميس، مما ألقى بظلاله على أداء مؤشرات الأسهم العالمية وأثار مخاوف المستثمرين بشأن التضخم وآفاق النمو الاقتصادي.
وتترقب الأسواق العالمية اليوم الاثنين بقلق تطورات هذه الملفات، إلى جانب انطلاق موسم إعلان نتائج الشركات، وسط توقعات بمزيد من التقلبات في الأداء.
أغلقت الأسهم الأمريكية تداولات يوم الجمعة على تراجع، مع تقييم المستثمرين للتهديدات الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية كبيرة على شركاء التجارة للولايات المتحدة.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6%، في حين انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.3%، ومؤشر ناسداك المركب ذو التركيز التكنولوجي بنسبة 0.2%.
وجاء هذا التراجع بعد جلسة رابحة يوم الخميس، حيث سجل مؤشرا S&P 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة، واقترب مؤشر داو من تسجيل أول مستوى قياسي له منذ ديسمبر، لكن خسائر الجمعة دفعت المؤشرات الرئيسية إلى إنهاء الأسبوع بخسائر طفيفة.
وكان ترامب قد صرح مساء الخميس عبر منصة "تروث سوشيال" أنه يخطط لفرض رسوم بنسبة 35% على الواردات من كندا بدءًا من الأول من أغسطس، كما قال في مقابلة مع شبكة NBC إن معظم الدول ستواجه رسومًا تتراوح بين 15% و20%، ارتفاعًا من المستوى الحالي البالغ 10%.
ووجه ترامب هذا الأسبوع رسائل لأكثر من 20 دولة لإبلاغها بمعدلات الرسوم الجديدة التي سيتم تطبيقها في أغسطس ما لم يتم التوصل إلى اتفاقيات.
وأثارت هذه الإعلانات المتتالية مخاوف المستثمرين مجددًا بشأن الآثار السلبية المحتملة لتلك الرسوم، التي يرى الخبراء أنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وفي قطاع التكنولوجيا، سجلت أسهم أكبر الشركات أداءً متباينًا يوم الجمعة. ارتفع سهم "إنفيديا" بنسبة 0.5% بعد أن أغلقت الشركة جلسة الخميس بقيمة سوقية تجاوزت 4 تريليونات دولار، وهي أول شركة تحقق هذا الإنجاز.
وارتفع سهم "أمازون" بنحو 1% تزامنًا مع نهاية حدث "برايم داي"، كما سجلت أسهم "ألفابت" و"تسلا" مكاسب تجاوزت 1%، وارتفع سهم "مايكروسوفت" بشكل طفيف.
في المقابل، تراجع سهم "ميتا بلاتفورمز" بأكثر من 1%، بينما انخفض سهما "أبل" و"برودكوم" بشكل طفيف.
وشهدت أسهم شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) ارتفاعًا بنسبة قاربت 2%، مواصلة مكاسبها من الجلسة السابقة، وسط تفاؤل من وول ستريت بشأن شرائح الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تطورها الشركة.
أما قطاع الطيران، فقد تعرض لضغوط بعد المكاسب القوية التي حققها الخميس نتيجة أرباح قوية أعلنتها "دلتا إيرلاينز".
وتراجع سهم "أمريكان إيرلاينز" بأكثر من 5%، وهبط سهم "يونايتد إيرلاينز" بأكثر من 4% وكان من بين الأسوأ أداءً في مؤشر S&P 500، بينما أنهت "دلتا" الجلسة بانخفاض طفيف.
وسجلت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة ارتفاعات قوية مع صعود البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد لليوم الثالث على التوالي.
حيث قفز سهم "مايكروستراتيجي" بنسبة 3% وكان من بين الأسهم الأفضل أداءً في مؤشر ناسداك 100.
وتم تداول البيتكوين عند مستوى 117,900 دولار في وقت متأخر من الجلسة، بعد أن سجل أعلى مستوى له اليوم عند 118,900 دولار، صعودًا من نحو 114,000 دولار مساء الخميس.
وفي قطاع الطاقة، ارتفعت أسهم شركة "هاليبرتون" بنسبة 4% لتقود مكاسب مؤشر S&P 500، تزامنًا مع تعافي أسعار النفط من تراجع حاد يوم الخميس.
و صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأمريكي للنفط، بنسبة 3.3% إلى 68.75 دولارًا للبرميل.
كما صعدت أسعار العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.3% لتصل إلى 3,370 دولارًا للأوقية، مقتربة من أعلى مستوى لها في نحو ثلاثة أسابيع.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من العملات الأجنبية، بنسبة 0.2% إلى 97.87، مواصلًا مكاسبه التي بدأها خلال الأسبوع بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ أوائل 2022 في الأسبوع السابق.
وصعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، مقارنة بـ 4.35% عند إغلاق الجلسة السابقة، ليقترب من أعلى مستوياته في شهر، مما يعكس ارتفاعًا في تكاليف الاقتراض، لا سيما على القروض العقارية.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين؟
من المتوقع أن تشهد الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين أداءً متقلبًا، في ظل تزايد المخاوف من التهديدات الأمريكية بفرض تعريفات جمركية جديدة على شركاء تجاريين رئيسيين، مما يعزز حالة الترقب بين المستثمرين.
كما يتزامن هذا مع بداية موسم إعلان أرباح الشركات للربع الثاني، والذي قد يكشف عن تباطؤ نسبي في نمو الأرباح.
في الوقت ذاته، يواصل الدولار الأمريكي تراجعه، مما يدعم أداء الأسواق الناشئة، فيما تبقى أسعار النفط عرضة للتقلبات وسط توقعات بتباطؤ الطلب العالمي.