أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية على انخفاض يوم الخميس، وسط ضغوط تعرضت لها أسهم البنوك الإقليمية، في حين تراجعت عوائد السندات إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل، واستمر الذهب في تحقيق أرقام قياسية جديدة كملاذ آمن.
تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%، في حين انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.6%، ومؤشر ناسداك بنسبة 0.5%، مع استمرار حالة التذبذب في الأسواق خلال هذا الأسبوع.
ورغم إعلان كل من "يو إس بانكورب" و"تشارلز شواب" و"بنك نيويورك ميلون" عن نتائج فصلية قوية، إلا أن صندوق SPDR لقطاع البنوك الإقليمية تراجع بنسبة 6%.
وجاء ذلك بعد إعلان بنك "زيونس" عن تكبده مخصصات قدرها 50 مليون دولار في الربع الثالث، لتغطية قروض مرتبطة بمقترضين يواجهون دعاوى قضائية. وتراجعت أسهم "زيونس" بنسبة 13%، كما انخفضت أسهم "ويسترن ألاينس بانكورب" بنسبة 11% بعد إعلانها أنها أقامت دعوى قضائية في أغسطس تتهم فيها أحد المقترضين بالاحتيال.
في سوق السندات، انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 3.97%، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل، ما يعكس تزايد الإقبال على الأصول الآمنة في ظل التوترات الاقتصادية.
كذلك، تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.5% ليصل إلى 98.34، وهو ما يشير إلى ضعف العملة مقابل سلة من العملات الأجنبية.
الذهب واصل صعوده وسط استمرار القلق من الوضع الاقتصادي والجيوسياسي، خاصة مع دخول الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية يومه السادس عشر.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 2.7% لتصل إلى 4,316 دولارًا للأونصة، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا خلال الجلسة عند 4,323 دولارًا.
في أسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة تجاوزت 1% لتسجل 57.55 دولارًا للبرميل.
أما البيتكوين، فتراجعت إلى 108,200 دولار، بعد أن بلغت أعلى مستوى لها خلال يوم الخميس عند 112,000 دولار.
أما على صعيد الشركات، فقد تراجعت أسهم وولمارت بنسبة 2.3%، رغم تسجيلها ارتفاعًا قياسيًا جديدًا لثلاث جلسات متتالية، وذلك بعد الإعلان عن شراكة جديدة مع شركة OpenAI المطورة لتقنية ChatGPT.
وكان سهم وولمارت من بين الأسوأ أداءً في مؤشر داو لهذا اليوم، بعد أن تصدر المكاسب في اليومين السابقين.
على الجانب الآخر، ارتفعت أسهم شركة "سيلزفورس" بنسبة 4% لتتصدر مكاسب مؤشر داو، بعد إعلان الشركة عن توقعات إيجابية للفترة القادمة.
وتراجعت أسهم "تي إس إم سي" بنسبة 1.6%، رغم إعلانها عن أرباح فصلية تفوقت على التوقعات ورفعها لتوقعات الإيرادات السنوية.
من ناحية أخرى، انخفض سهم شركة "هيوليت باكارد إنتربرايز" بنسبة 10% بعد إعلانها عن توقعات لإيرادات وأرباح عام 2026 جاءت دون تقديرات المحللين.
بالمقابل، قفزت أسهم شركة "جيه بي هنت للنقل" بنسبة 22% بعد نتائج قوية فاقت التوقعات، فيما ارتفعت أسهم "نستله" بنسبة 9% في بورصة سويسرا بعد إعلان الشركة عن خطط لتسريح نحو 16,000 موظف ضمن إجراءاتها لخفض التكاليف.
توقعات اليوم
من المتوقع أن تستمر حالة التذبذب في الأسواق الأميركية اليوم، في ظل تصاعد القلق من استمرار الإغلاق الحكومي وتداعياته على النمو الاقتصادي.
كما ستظل أسهم البنوك الإقليمية تحت المراقبة بعد موجة التراجعات الحادة، بينما يتوقع أن يواصل الذهب جذب المستثمرين الباحثين عن الأمان.
في الوقت نفسه، من المنتظر أن تركز الأسواق على أي تصريحات جديدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وكذلك على نتائج الشركات الكبرى التي لم تعلن بعد عن أرباحها الفصلية.