شهدت الأسواق المالية العالمية بداية قوية لأسبوع تداول حافل، حيث أغلقت مؤشرات وول ستريت على ارتفاعات ملحوظة، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حيال موسم أرباح الشركات وانتعاش التوقعات بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
يأتي هذا في وقت تتجه فيه الأنظار نحو مستجدات المفاوضات التجارية الدولية وبيانات التضخم، والتي ستلعب دوراً حاسماً في قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر ناسداك، الثقيل بالأسهم التكنولوجية، بنسبة 1.4%، فيما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 1.1%، وهو نفس الارتفاع الذي سجله مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
وجاءت هذه المكاسب بعد أسبوع سابق شهد تحقيق المؤشرات الثلاثة مكاسب تقارب 2%، ما يعكس تحسناً نسبياً في شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
سوق الذهب واصل أداءه القوي، إذ قفزت العقود الآجلة إلى مستويات قياسية جديدة متجاوزة حاجز 4385 دولاراً للأوقية، مدفوعة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية الذي دخل يومه العشرين.
وبلغت الأسعار ذروتها عند 4392 دولاراً خلال جلسة الجمعة الماضية، قبل أن تتراجع بشكل طفيف. هذا الارتفاع يعكس حالة القلق في الأسواق من الغموض السياسي والاقتصادي الذي يلوح في الأفق.
على صعيد العائدات، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى نحو 3.98%، ليقترب من أدنى مستوياته في ستة أشهر، مما يشير إلى استمرار التوقعات بتراجع معدلات الفائدة في الأشهر المقبلة.
وفي الوقت ذاته، شهدت العملات الرقمية حركة إيجابية حيث ارتفع سعر البيتكوين إلى ما يزيد عن 110,800 دولار، بعد أن لامس مستويات متدنية قرب 107,000 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أما في أسواق الطاقة، فتراجعت أسعار النفط بشكل طفيف، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 57.50 دولاراً للبرميل، متأثراً بعوامل تتعلق بالعرض والطلب، وسط ترقب لبيانات المخزون الأمريكية وقرارات "أوبك+".
من جانب الأسهم الفردية، قفز سهم شركة آبل بنحو 4% إلى مستوى تاريخي جديد بعد تقارير أشارت إلى أن سلسلة هواتف iPhone 17 تفوقت في المبيعات على الجيل السابق بنسبة 14% خلال أول عشرة أيام من طرحها في السوقين الأمريكي والصيني.
كما ارتفع سهم أمازون بنسبة 1.6% بعد تعافي جزئي من خسائر تعرض لها في أعقاب انقطاع كبير في خدمات AWS السحابية.
في السياق ذاته، تقدمت أسهم تيسلا بنسبة 1.9%، وسط ترقب لنتائجها الفصلية المرتقبة هذا الأسبوع، على الرغم من توصية إحدى المؤسسات الاستشارية بالتصويت ضد حزمة تعويضات ضخمة مقترحة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك.
في المقابل، واصلت أسهم شركة أوراكل تراجعها بنحو 5%، لتكون من بين أكبر الخاسرين على مؤشر S&P 500، بينما استفادت أسهم بوينغ من أخبار إيجابية بشأن الإنتاج، لترتفع بنسبة 1.8%، بعد حصولها على موافقة تنظيمية لزيادة إنتاج طائرات 737 ماكس.
أما أسهم كليفلاند-كليفس فقد قفزت بأكثر من 20% عقب إعلان الشركة نيتها دخول سوق المعادن النادرة.
في الأسواق الآسيوية، واصلت المؤشرات تحقيق المكاسب وسط تفاؤل المستثمرين بشأن مؤشرات على تقارب اقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.
وسجل مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعاً قوياً ليتجاوز مستوى 49,800 نقطة، بينما صعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1%، مدفوعاً بمكاسب في قطاعي التكنولوجيا والطاقة.
كما دعمت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني الأفضل من المتوقع شهية المخاطرة في المنطقة.
أما في أوروبا، فقد أغلقت معظم المؤشرات على ارتفاع، حيث صعد مؤشر "يورو ستوكس 50" بنسبة 1.5%، مع تحسن أداء أسهم البنوك والصناعة.
ويواصل المستثمرون الأوروبيون التركيز على إشارات التضخم وتطورات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، في ظل تباطؤ اقتصادي نسبي في بعض الاقتصادات الكبرى كألمانيا وفرنسا.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنسبة لتوقعات اليوم، فمن المرجح أن تستمر الأسواق في حالة من التقلب، مع ترقب لعدد من نتائج أرباح الشركات الكبرى في قطاعات التقنية والصناعة والطاقة.
كما أن تصريحات مسؤولي البنوك المركزية حول التضخم وأسعار الفائدة ستظل تحت المجهر. الذهب مرشح لمزيد من الصعود في حال استمرار حالة الغموض السياسي، بينما تظل العملات الرقمية تحت تأثير تقلبات السيولة والمخاوف التنظيمية.