افتتحت الأسواق العالمية تداولات الأسبوع الماضي وسط أجواء من الحذر والتقلب، بعد أن أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة جديدة من القلق بإعلانه عن نية فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات الاتحاد الأوروبي، في تصعيد جديد للحرب التجارية.
وقد انعكست هذه التصريحات سلبًا على مؤشرات الأسهم الأميركية التي أنهت الأسبوع الماضي بخسائر جماعية، في حين ارتفع الذهب وتراجع الدولار وسط تزايد إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا التذبذب في أداء الأسواق اليوم الاثنين، في ظل ترقب المستثمرين لأي مؤشرات جديدة على مسار السياسات التجارية والاقتصادية في الولايات المتحدة.
أغلقت الأسهم الأميركية تعاملات يوم الجمعة على انخفاض ملحوظ، بعد أن أعاد الرئيس دونالد ترامب إشعال التوترات التجارية العالمية بتهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية عالية على واردات من الاتحاد الأوروبي، ما أثار موجة قلق جديدة بين المستثمرين وأدى إلى خسائر أسبوعية في مؤشرات الأسهم الرئيسية.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6%، بينما خسر مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقًا 0.7%، وهبط مؤشر ناسداك المركب، المثقل بأسهم التكنولوجيا، بنسبة 1%.
جاء هذا التراجع بعد استقرار نسبي في السوق يوم الخميس، عقب موجة خسائر حادة سجلت في الجلسات السابقة بفعل تصاعد القلق من العجز الفيدرالي ومناقشات الكونجرس حول مشروع قانون الميزانية.
كما شهدت الأسواق عودة قوية للتقلبات مع انطلاق تداولات الجمعة، بعد أن نشر ترامب على منصة "تروث سوشال" منشورات أعلن فيها أن المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي "لا تسير على ما يرام".
واقترح فرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي بدءًا من الأول من يونيو.
وفي منشور آخر، صرح ترامب بأن كل جهاز "آيفون" يُباع داخل الولايات المتحدة يجب أن يكون مصنعًا محليًا، مضيفًا أن شركة "آبل" (AAPL) ستخضع لرسوم جمركية لا تقل عن 25% إذا لم تلتزم بذلك.
وكانت الأسواق قد شهدت موجة ارتفاعات في الأسابيع الماضية، مدفوعة بتهدئة مؤقتة للهجة ترامب بشأن التجارة ووقف بعض الرسوم الجمركية على شركاء رئيسيين مثل الصين.
إلا أن تصريحاته الأخيرة أعادت إلى الواجهة المخاوف القديمة المرتبطة بسياساته التجارية المتقلبة وتأثيرها على النمو الاقتصادي وأرباح الشركات.
وانخفض مؤشر داو جونز وناسداك الأسبوع الماضي بنسبة 2.5%، في حين سجل مؤشر S&P 500 تراجعًا بنسبة 2.6%، ما يمثل رابع جلسة خسارة متتالية له.
تأثرت أسهم شركة آبل بشكل خاص، حيث تراجعت بنسبة 3% لتسجل اليوم الثامن من الخسائر على التوالي، وكانت من بين أبرز الأسهم المنخفضة في قطاع التكنولوجيا.
كما هبطت أسهم شركات كبرى مثل مايكروسوفت، إنفيديا، أمازون، ألفابت، وميتا بأكثر من 1%، في حين تراجعت تسلا وبروتكوم بشكل طفيف.
من جهة أخرى، شهدت بعض الأسهم تحركات كبيرة بعد الإعلان عن نتائج أرباحها الفصلية. فقد تراجعت أسهم شركة "ديكرز" (DECK)، المصنعة لأحذية UGG وHoka، بنسبة 20%، لتقود خسائر S&P 500.
بينما انخفضت أسهم "روس ستورز" و"وورك داي" بنسبة 10% و13% على التوالي.
في المقابل، قفز سهم شركة "إنتويت" (INTU)، المالكة لتطبيق "توربو تاكس"، بنسبة 8% بعد إعلان نتائج قوية وتوقعات إيجابية.
في سوق العملات الرقمية، سجلت عملة البيتكوين سعر 108,300 دولار في تداولات ما بعد الظهر، بعد أن لامست مستوى قياسيًا جديدًا يقترب من 112,000 دولار يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ بداية ولاية ترامب الحالية في يناير.
أما العوائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، فقد تراجعت إلى 4.51% من 4.55% في اليوم السابق، بعد أن كانت قد وصلت إلى 4.63%، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي أسواق العملات، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.9% إلى 99.10، مسجلًا أدنى مستوى له خلال الشهر الجاري.
فيما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.9% إلى 3,360 دولارًا للأونصة، مع توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل اضطراب أسواق الأسهم.
كما صعدت أسعار النفط الأميركي الخفيف (خام غرب تكساس الوسيط) بنسبة 0.9% لتسجل 61.75 دولارًا للبرميل.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق العالمية اليوم الاثنين
من المتوقع أن تشهد الأسواق العالمية أداءً متباينًا اليوم الإثنين، في ظل استمرار الضغوط الناتجة عن التوترات التجارية التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة بعد تهديداته بفرض رسوم جديدة على واردات الاتحاد الأوروبي.
وتشير التوقعات إلى استمرار تراجع الثقة في الأسواق الأميركية بعد أسبوع من الخسائر.
ومن المتوقع كذلك ارتفاع الذهب مع تراجع الدولار، في مؤشر على زيادة الطلب على الملاذات الآمنة.
بينما قد تواصل أسعار النفط الارتفاع الطفيف وسط ترقب المستثمرين لتطورات الأسواق العالمية.