كشفت شركة مايكروسوفت عن خطة طموحة لتعزيز وجودها في المملكة المتحدة عبر استثمار ضخم بقيمة 30 مليار دولار بحلول عام 2028.ويأتي هذا التوجه في إطار مساعي الشركة لترسيخ مكانتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وتوسيع البنية التحتية الرقمية في واحد من أبرز المراكز المالية والتكنولوجية في أوروبا.يتوزع الاستثمار بين 15 مليار دولار مخصصة للنفقات الرأسمالية بهدف بناء منشآت ومراكز بيانات متطورة، و15 مليار دولار أخرى لدعم عمليات الشركة الجارية في السوق البريطاني.وتشمل الخطة إنشاء حاسوب فائق الأداء يعد الأكبر في تاريخ المملكة المتحدة، بقدرة معالجة مدعومة بأكثر من 23 ألف وحدة معالجة رسومية متقدمة، وذلك بالتعاون مع شركة "إنسكيل – Nscale" البريطانية المتخصصة في الحلول السحابية.ومن جانبه أشار براد سميث، نائب رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت، إلى أن علاقته بالمملكة المتحدة شهدت تحولاً إيجابياً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كانت الشركة قد اصطدمت سابقاً بانتقادات حادة للسلطات البريطانية عندما حاولت في عام 2023 منع صفقة استحواذها على "أكتيفيجن بليزارد" البالغة 69 مليار دولار.وأكد سميث أن هذه الاستثمارات الجديدة تعكس ثقة مايكروسوفت في السوق البريطاني ورهانه على دوره المحوري في مستقبل التكنولوجيا العالمية.وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس سياسياً واقتصادياً، حيث تتزامن مع الزيارة الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا.ومن المقرر أن يعقد ترامب لقاءً مع الملك تشارلز والملكة كاميلا في قلعة وندسور، إضافة إلى مباحثات مع رئيس الوزراء كير ستارمر.ومن المتوقع أن تسفر هذه اللقاءات عن توقيع اتفاقيات ثنائية تركز على تطوير التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا النووية، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.ولا تعزز هذه المبادرة الاستثمارية فقط موقع مايكروسوفت في بريطانيا، بل تمثل أيضاً نقطة تحول في مسار العلاقات الاقتصادية بين لندن وواشنطن، خاصة في ظل التوجه العالمي المتسارع نحو تعزيز القدرات التكنولوجية المتقدمة وتوظيفها في التنمية الاقتصادية.