هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحزب الديمقراطي بشدة، محملًا إياه مسؤولية استمرار الإغلاق الحكومي وتعطيل مؤسسات الدولة، وواصفًا ما يجري بأنه ابتزاز سياسي غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحاته خلال خطاب حاد ألقاه مساء الثلاثاء، في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية والشعبية لإيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة.
وأكد ترامب في خطابه أنه لم يشهد من قبل وضعًا مماثلًا، متهمًا الديمقراطيين باحتجاز الحكومة كرهينة لدوافع حزبية ضيقة. وقال إن الحزب الديمقراطي يواجه تراجعًا كبيرًا في استطلاعات الرأي بسبب موقفه المتشدد ورفضه أي حلول وسط.
وأضاف أن الأزمة الحالية ليست نتيجة خلل إداري، بل بسبب رغبة الديمقراطيين في تعطيل إنجازات إدارته، والتي وصفها بأنها الأنجح على صعيد الاقتصاد والأمن الوطني.
وشدد ترامب على أنه لن يرضخ لما وصفه بابتزاز "الديمقراطيين المجانين"، مؤكدًا أن الإغلاق الحكومي لن يثنيه عن تنفيذ أجندته الاقتصادية ومشاريعه الكبرى، مشيرًا إلى أن الرأي العام بدأ يدرك من يقف فعلًا إلى جانب مصالح الشعب الأمريكي، على حد تعبيره.
ويرى مراقبون أن الإغلاق الحكومي تحوّل إلى أداة سياسية يستخدمها الطرفان في صراعهما المزمن، إلا أن حدة الأزمة الحالية تعكس تصاعد التوترات، خاصة في ظل إصرار ترامب على مواقفه المتعلقة بالإنفاق العام، وتأمين الحدود، والتشدد في سياسات الهجرة.
ويعتقد محللون أن الرئيس الأمريكي يسعى من خلال هذه المواجهة لترسيخ صورته كقائد صارم لا يخضع للضغوط، وهو ما قد يصب في صالحه مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.
وتُعد هذه الأزمة اختبارًا جديدًا لقيادة ترامب، حيث يواصل المراهنة على دعم القاعدة الشعبية التي يعتقد أنها تسانده في معركته ضد الديمقراطيين.
وبينما تتعالى الأصوات المطالبة بالحوار والتفاوض، يصر الرئيس على أن الحل لن يتحقق إلا من خلال الصبر والتمسك بما يعتبره الطريق الصحيح لإصلاح النظام السياسي في واشنطن.