تراجعت الأسهم الصينية خلال تعاملات الجمعة بأعلى وتيرة يومية منذ خمسة أسابيع، وسط تزايد التوترات الجيوسياسية وتوسع القيود التجارية، ما أدى إلى انخفاض شهية المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر العالية، وزيادة وتيرة جني الأرباح بعد سلسلة من المكاسب.
مع إغلاق الجلسة، هبط مؤشر "سي إس آي 300" — الذي يقيس أداء أكبر الشركات المدرجة في بورصتي شنغهاي وشنتشن — بنسبة 2% ليصل إلى 4616 نقطة، مسجلًا أكبر خسارة يومية له منذ قرابة شهر ونصف.
وتعرضت أسهم شركات المعادن الأرضية النادرة لضغوط واضحة، حيث تراجعت بنسبة 2.9%، بعد أن أعلنت الحكومة الصينية عن إجراءات جديدة تقيد تصدير بعض المنتجات ذات الصلة.
انخفض أيضًا مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 0.95% لينهي الجلسة عند 3897 نقطة، بعد أن كان قد اخترق مستوى 3900 نقطة في جلسة الخميس، لأول مرة منذ أغسطس 2015.
كما سجل مؤشر "شنتشن المركب" انخفاضًا بنسبة 1.75% ليصل إلى 2505 نقاط، في ظل موجة بيع طالت العديد من أسهم النمو.
في بورصة هونغ كونغ، تراجع مؤشر "هانج سينج" بنسبة 1.75% ليصل إلى 26290 نقطة، مسجلًا بذلك خامس جلسة خسائر متتالية، وهي أطول سلسلة تراجع يومي منذ مارس الماضي، ما يعكس ضغطًا متزايدًا على السوق من جانب التوترات السياسية والاقتصادية.
جاءت هذه التحركات في أعقاب قرار الصين بتوسيع القيود المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، لتشمل الآن المنتجات المصنعة خارج البلاد.
وأشارت السلطات إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار حماية الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية للبلاد، وهو ما زاد من حدة التوترات التجارية مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
في السياق نفسه، تعرض قطاع أشباه الموصلات لضغوط قوية، حيث انخفض المؤشر الفرعي للرقائق المدرج ضمن "سي إس آي" بنسبة حادة بلغت 5%.
ويأتي ذلك بعد تقرير أفاد بأن الحكومة الصينية عززت القيود المفروضة على استيراد أشباه الموصلات، في إطار خطة تهدف إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية وتشجيع التصنيع المحلي في هذا القطاع الحساس.
من ناحية أخرى، استقرت العملة الصينية أمام الدولار، حيث سجل الدولار 7.1228 يوان في التعاملات المبكرة من يوم الجمعة، ما يشير إلى توازن نسبي في سوق الصرف رغم التقلبات الحادة في أسواق الأسهم.