
أغلقت الأسهم الأميركية تداولات أمس الأربعاء على ارتفاعات قوية بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، بينما أكد رئيسه جيروم باول أن رفع الفائدة ليس مطروحًا في الأفق القريب.
وجاءت مكاسب وول ستريت واسعة النطاق، إذ صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 1.1% ليضيف قرابة 500 نقطة، كما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7% مقتربًا من مستوى قياسي جديد بفارق أقل من خمس نقاط.
أما مؤشر ناسداك التكنولوجي فأنهى الجلسة على زيادة 0.3%، في حين واصل مؤشر راسل 2000 للأسهم الصغيرة صعوده ليسجل مستوى تاريخيًا للجلسة الثانية على التوالي.
وكان الفيدرالي قد خفّض سعر الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 3.5% و3.75%، وهو ما كانت الأسواق تتوقعه بنسبة 90% وفق أدوات متابعة توقعات الفائدة.
وأكد باول بعد القرار أن سيناريو رفع الفائدة “ليس واردًا حاليًا”، مشيرًا إلى أن البنك المركزي في موقع يسمح له بمتابعة تطورات الاقتصاد قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.
وفي أسواق الدَّين، تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.15% بعد أن لامس صباحًا مستوى 4.21%، وهو الأعلى منذ سبتمبر.
بينما تراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر.
وفي المقابل، واصل الذهب صعوده ليصل إلى 4,260 دولارًا للأونصة، كما ارتفع خام غرب تكساس بنحو 1.2% إلى 58.95 دولارًا للبرميل.
وشهدت العملات المشفّرة تفاعلًا سريعًا مع القرار، إذ تراجعت البيتكوين قليلًا إلى حدود 92,500 دولار بعدما كانت سجلت نحو 94,500 دولار فور إعلان الفيدرالي الخطوة.
على صعيد الشركات، قفز سهم GE Vernova بنسبة 15% بعد رفع الشركة توقعاتها المالية وزيادة توزيعاتها النقدية وتوسيع برنامج إعادة شراء الأسهم، مدعومة بارتفاع الطلب على الطاقة.
وفي تحركات ما بعد إعلان الأرباح، ارتفع سهم Cracker Barrel بنحو 3.5%، بينما تراجع GameStop بأكثر من 4%، وانخفض AeroVironment قرابة 13%، وصعد سهم Chewy بنسبة 1.5%.
أما أسهم Oracle وAdobe فشهدت تباينًا قبل إعلان نتائجهما بعد الإغلاق.
واستعاد سهم JPMorgan Chase بعض خسائره مرتفعًا 3.2% بعد هبوط حاد في الجلسة السابقة إثر تصريحات حذرت فيها الإدارة من ارتفاع التكاليف وضعف البيئة الاقتصادية.
أداء الأسواق الآسيوية والأوروبية
وعلى الجانب العالمي، جاءت ردود الفعل أكثر هدوءًا، في آسيا اتجهت معظم المؤشرات نحو التراجع مع نهاية الجلسة، رغم قرار الفيدرالي.
فقد انخفض مؤشر نيكاي الياباني تحت ضغط أسهم التكنولوجيا، وتراجع مؤشر كوسبي الكوري، بينما أظهر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ أداءً متباينًا مع ميل طفيف للصعود.
أما في أوروبا فسيطر الحذر على التداولات، إذ تحركت المؤشرات الرئيسية ضمن نطاقات ضيقة بعد موجة من الترقب لنتائج قرار الفيدرالي، قبل أن تميل بعض البورصات إلى الارتفاع مع بداية الجلسة الأوروبية مستفيدة من تراجع الدولار وتحسن شهية المخاطرة.
توقعات الأسواق لأداء الأسهم المالية العالمية اليوم
يتوقع المحللون أن تستمر حالة التفاؤل في الأسواق الأميركية خلال جلسة الخميس، مع احتمالات تسجيل S&P 500 مستوى تاريخيًا جديدًا إذا استمر الزخم الشرائي.
كما قد تستفيد الأسهم الأوروبية من تراجع الدولار وانخفاض العوائد الأميركية، بينما يُرجَّح أن تبقى الأسواق الآسيوية متذبذبة مع غياب محفزات قوية وتركز المستثمرين على بيانات اقتصادية مرتقبة.
أما في أسواق السلع، فمن المرجح أن يواصل الذهب تلقي الدعم من ضعف الدولار، فيما تبقى تحركات النفط مرهونة بتوقعات الطلب العالمي والمخزونات الأميركية.






