الذهب والفضة يبلغان مستويات تاريخية وسط تصاعد التوترات وغموض السياسة النقدية

الذهب والفضة يبلغان مستويات تاريخية وسط تصاعد التوترات وغموض السياسة النقدية

عززت أسعار الذهب والفضة من مكاسبها بشكل ملحوظ، لتسجل مستويات قياسية جديدة وسط تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتصاعد التوترات التجارية مع الصين.

كما ساهم الغموض المحيط بتوجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في دفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، وفي مقدمتها المعادن الثمينة.

في تعاملات يوم الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.6%، أي ما يعادل 66.6 دولار، لتغلق عند 4230 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست خلال الجلسة مستوى 4235.80 دولار، وهو أعلى مستوى للعقد الأكثر نشاطًا الذي يتجاوز حاجز 4200 دولار للمرة الأولى على الإطلاق.

كما صعد سعر الذهب في السوق الفوري بنسبة 1.75% أو 72.70 دولار، ليصل إلى 4215.64 دولار للأوقية، في رقم قياسي تاريخي جديد.

ولم تقتصر المكاسب على الذهب فقط، إذ قفز سعر الفضة الفوري بنسبة 3% ليسجل 52.9747 دولارًا للأوقية، وهو أيضًا من أعلى المستويات المسجلة للمعادن الثمينة في الفترة الأخيرة.

كما ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر بنسبة 2.2% لتستقر عند 51.75 دولار، بعد أن بلغت خلال التداولات 51.88 دولار، وهو مستوى غير مسبوق في تاريخ التداول الحديث.

امتدت المكاسب كذلك إلى معادن نفيسة أخرى، حيث ارتفعت الأسعار الفورية للبلاتين بنسبة 2.25% لتصل إلى 1671.52 دولار للأوقية، كما صعد البلاديوم بنسبة 1.95% إلى 1557.07 دولار.

ويعكس هذا الارتفاع الجماعي في أسعار المعادن النفيسة تزايد التوجه نحو التحوّط من التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية.

في المقابل، تعرض مؤشر الدولار لضغوط، حيث تراجع بنسبة 0.25% ليسجل 98.80 نقطةؤ ما عزز جاذبية الذهب والمعادن المقومة بالدولار بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

وجاءت هذه التحركات في الأسواق عقب تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الثلاثاء، حيث أكد أن صانعي السياسة النقدية في البنك المركزي الأمريكي سيتعاملون مع كل اجتماع على حدة لتحديد ما إذا كان هناك حاجة لمزيد من خفض أسعار الفائدة.

وأشار باول إلى التحدي الذي يواجهه الفيدرالي في محاولة تحقيق توازن بين ضعف سوق العمل من جهة، وبين بقاء معدلات التضخم عند مستويات مرتفعة تفوق الهدف المحدد عند 2% من جهة أخرى.