ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال تداولات اليوم الإثنين، مدفوعة بزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب توقعات متزايدة بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.
وخلال الجلسة الصباحية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 2.25%، بما يعادل 89.60 دولار، لتصل إلى 4090 دولاراً للأوقية، بعد أن سجلت مستوى قياسياً بلغ 4096.50 دولار في وقت سابق من التداولات.
كما صعد سعر الذهب الفوري بنسبة 1.45% أو ما يعادل 57.55 دولار ليصل إلى 4075.52 دولار للأوقية.
الفضة كانت أيضاً ضمن قائمة الرابحين في أسواق المعادن، حيث قفزت أسعارها الفورية بنسبة 2% لتصل إلى 51.52 دولار للأوقية، مسجلة هي الأخرى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر بشكل أكثر حدة، بنسبة 4.8% لتصل إلى 49.53 دولار.
وشهدت المعادن الصناعية الثمينة الأخرى صعوداً ملحوظاً، إذ ارتفعت الأسعار الفورية للبلاتين بنسبة 2.55% إلى 1638.12 دولار للأوقية، بينما قفز البلاديوم بنسبة 3.75% ليصل إلى 1457.98 دولار.
يأتي هذا الارتفاع القوي في أسعار المعادن النفيسة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، على أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر.
كما كشف عن فرض قيود جديدة على صادرات البرمجيات، رداً على الإجراءات التي اتخذتها الصين مؤخراً بحق صادرات العناصر الأرضية النادرة.
وفي أسواق العملات، شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، استقراراً نسبياً، حيث تداول عند مستوى 98.91 نقطة دون تغير يُذكر عن الإغلاق السابق، ما يعكس توازناً مؤقتاً في الطلب على الدولار وسط الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية المتوترة.
تعكس هذه التحركات في الأسواق العالمية ارتفاع حالة القلق لدى المستثمرين، الذين باتوا يبحثون عن أدوات تحوط آمنة في ظل اضطراب البيئة الاقتصادية العالمية، وخاصة مع اتساع نطاق المواجهة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وتزايد التوقعات بتدخل السياسة النقدية لدعم النمو.