سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا عند تسوية تعاملات الأربعاء، مدفوعة بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وسط تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية والتجارية.
وأغلق العقد الآجل الأكثر نشاطًا للمعدن الأصفر – تسليم ديسمبر – فوق مستوى 4200 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه، في مؤشر على تصاعد المخاوف لدى المستثمرين والبحث عن أدوات تحوط أكثر أمانًا.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.91%، ما يعادل 38.2 دولار، لتصل إلى 4201.60 دولار للأوقية.
ويُعد هذا الإغلاق هو الرقم 47 ضمن قائمة الإغلاقات القياسية التي يسجلها الذهب خلال عام 2025، ما يعكس اتجاهاً صاعداً مستمراً منذ بداية العام.
وتأتي هذه القفزة في الأسعار في ظل استمرار التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي ألقى بظلاله على الأسواق العالمية.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم التدخل في بعض القطاعات الصناعية، مع فرض حد أدنى لأسعار بعض المنتجات، في خطوة اعتبرها رداً مباشراً على ما وصفه بـ"تلاعب الصين بالأسواق".
وفي سياق متصل، استمر الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية لليوم الخامس عشر على التوالي، ما زاد من القلق في الأسواق بشأن الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة في الربع الأخير من العام، وعزّز المخاوف من اضطرابات سياسية قد تؤثر على استقرار المؤسسات المالية.
كما تلقى الذهب دعماً إضافياً من التوقعات المتزايدة بقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الشهر، في محاولة لدعم الاقتصاد في ظل التحديات المتصاعدة محليًا ودوليًا.
ويُنظر إلى الذهب تقليديًا باعتباره أحد أبرز الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين، وهو ما يفسّر الارتفاع المتواصل في أسعاره مع كل تطور سلبي على الساحة العالمية، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية.