يترقب العالم عن كثب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة غدًا الثلاثاء، وسط سيطرة حالة من الغموض حول الفائز في تلك الانتخابات، حيث أظهرت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تفوق مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الأمريكي الحالي "كامالا هاريس" على مرشح الحزب الجمهوري "دونالد ترامب" بنسبة طفيفة.
تعد الانتخابات الأمريكية من أهم الأحداث السياسية التي تؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية، حيث إن نتائجها لا تنعكس فقط على الداخل الأمريكي، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية.
لذا يتابع العالم عن كثب نتائج هذه الانتخابات، وتدور الكثير من الأسئلة في أذهان المستثمرين، حول من الأصلح للفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة.
ففي حال فوز "دونالد ترامب" بفترة رئاسية جديدة، فإن مخاوف العالم ستزداد، في ظل موافقه الصارمة تجاه العديد من القضايا الدولية، أهمها العلاقات التجارية مع الصين والرسوم الجمركية، والملف النووي الإيراني.
قد يؤدي فوز ترامب إلى تصاعد حدة التوترات والاختلافات، سواء السياسية أو الاقتصادية، حيث سيصبح العالم في مواجهة مع سياسة أكثر استقلالية وتوجهًا واضحًا نحو حماية المصالح الأمريكية.
ينوي ترامب فرض رسوم جمركية عالمية تصل إلى 20% على جميع الواردات الأجنبية، وقد تصل الرسوم على الصين إلى معدلات أعلى بكثير، حيث هدد ترامب في وقت سابق بزيادتها إلى ما بين 60% وحتى 200%.
شهدت فترة رئاسة "ترامب" السابقة اتباع سياسات حمائية تضمنت فرض رسوم جمركية كبيرة على عدد من الدول خاصة الصين، مما أدى إلى اشتعال الحرب التجارية.
تنفيذ هذه الخطط سيؤدي بالطبع إلى اشتعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، واضطرابات في الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى أنها ستضرر الاقتصاد الأمريكي نفسه، كما أنها ستقلل الوصول إلى أكبر سوق استهلاكية على مستوى العالم.
وأعلن ترامب أنه يخطط للانسحاب من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وإلغاء تدابير حماية البيئة التي أقرها الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" وفتح الباب أمام الاستغلال غير المنظم لموارد النفط والغاز في الولايات المتحدة.
يمتلك ترامب رؤية لا تتماشى مع مصالح العديد من الدول خاصة روسيا وإيران والصين، لذا تشعر تلك الدول بالقلق من فوزه في الانتخابات الرئاسية.
ويرى المحللون أن أسلوب ترامب في اتخاذ القرارات يميل إلى الحسم المباشر ويفتقر إلى التحفظات السياسية التقليدية، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات الدولية.
كل هذه الأسباب تجعل العالم يخشى فوز "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية المقررة غدًا، خوفًا من اشتعال الصراعات التجارية والسياسية.