كانت تداولات نهاية الأسبوع في أسواق الفوركس قد شهدت تراجع قوي للدولار الأمريكي، حيث جاء هذا الانخفاض في العملة الأمريكية مدفوعاً بصدور بيانات سوق العمل الأمريكي ليعمق بذلك الخسائر الحادة التي تكبدتها العملة الخضراء. ومع نهاية تداولات يوم أمس الجمعة يتضح أن مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من ست عملات أخرى، سجل تراجعاً واضحاً بنحو 0.35% ليصل إلى 102.75 نقطة. أما على صعيد التداولات الأسبوعية، يتجه الدولار الأمريكي لتسجيل خسارة أسبوعية لأول مرة منذ أسبوعين، حيث بلغت إجمالي خسارة الدولار منذ بدء تداولات هذا الأسبوع وحتى الآن 0.15%. وكان تراجع الدولار الأمريكي جاء بسبب بيانات سوق العمل الأمريكي والتي ساعدت في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات الدولار، حيث كشفت البيانات الصادرة يوم أمس عن انخفاض عدد الوظائف غير الزراعية التي أضافتها الولايات المتحدة المُضافة إلى ما دون توقعات الأسواق وأقل من المستويات المسجلة بشهر مايو الماضي. بما أثار تساؤلات الأسواق حول مدى جدوى رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة لما بعد اجتماع يوليو له ما يبرره أم لا، وهو ما أضعف الطلب على الدولار بنهاية الأمر. كما أظهرت البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة بنفس الوقت ارتفاع الأجور على أساس شهري من 0.3٪ إلى 0.4٪؛ وهو ما يضيف للضغوط التضخمية، الأمر الذي يقدم دعم قوي لمواصلة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حملة التشديد النقدي بما يضر بالنشاط الاقتصادي داخل الولايات المتحدة في نهاية المطاف. وهو ما أضاف للضغوط الهبوطية التي يواجهها الدولار منذ بدء هذا الأسبوع، بالتزامن مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي قد تمهد لفصل العلاقات بين كبار الاقتصادات العالمية. حيث فرضت الصين ضوابط تصدير على منتجات الغاليوم والجرمانيوم والتي تستخدم في صناعة السيارات الكهربائية، بالإضافة لكابلات الألياف البصرية خلال الأسبوع الماضي، وأكدت بأن هذا القرار سيدخل حيز التنفيد بداية من 1 أغسطس المقبل. وهو ما واجه اعتراضات قوية من جانب الولايات المتحدة ، حيث أعربت وزير الخزانة بالبلاد جانيت يلين عن انزعاجها بشكل خاص من استخدام الصين للإجراءات العقابية ضد الشركات الأمريكية، وهو ما أثار احتمالات تأثر اقتصاد الولايات المتحدة سلباً من تلك الإجراءات العقابية ومن ثم تضرر الدولار الأمريكي بقوة خلال التعاملات. وعلى الجانب الآخر، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس "لوري لوجان" إن قرار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير فى اجتماع يونيو كان مناسباً، وأكدت أن المزيد من الزيادات الإضافية فى أسعار الفائدة سيكون ضرورياً لتهدئة الاقتصاد الذي لا يزال قوياً، وهو ما ساعد على ارتفاع الدولار خلال الأيام الماضية إلا أنه سرعان ما بدأ في الهبوط عقب صدور هذه البيانات الأسبوع الماضي.