المركزي الألماني يتوقع استمرار فترة الانكماش الاقتصادي لفترة أطول من توقعات الأسواق

أشار البنك المركزي الألماني خلال نهاية الأسبوع الماضي أنه من المتوقع أن تستمر فترة الركود الاقتصادي لأكبر اقتصاد في أوروبا لفترة أطول من المتوقع.
حيث أفاد البنك بأن الاقتصاد الألماني من المتوقع أن يكون قد وصل بالفعل إلى مرحلة الانكماش، وذلك بسبب العديد من العوامل ولعل أهمها تراجع نشاط البناء والإضرابات وانخفاض الاستثمار الأجنبي، بالإضافة إلى تراجع الاقتصاد الألماني بنحو 0.3% خلال الربع الرابع من العام الماضي.
وأوضح البنك إن "عوامل الضغط ستبقى خلال الربع الأول من العام الجاري، مما يعني أن الناتج الاقتصادي قد ينخفض مرة أخرى بشكل طفيف في الربع الأول من عام 2024.
يذكر أن الاقتصاد الألماني قد تخطى الوصول الفعلي إلى مرحلة الانكماش خلال 2023، وذلك بفضل مراجعة تصاعدية خلال الربع الثالث من العام بعدما كاد على وشك تحقيق الانكماش خلال الربعين الأول والثاني.
ومن جانبه فقد توقع صندوق النقد الدولي أن تصبح ألمانيا هي الوحيدة التي تشهد مرحلة من الركود الاقتصادي ضمن اقتصادات دول مجموعة السبع الكبرى خلال 2023.
كما أكد البنك في بيانه أن قدرة الاقتصاد الألماني للوصول إلى فترة التعافي ستحتاج الكثير من الوقت، حيث يواجه الاقتصاد الألماني عدة تحديات أبرزها انخفاض مشاريع البناء السكنية والمنازل.
حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع البناء في ألمانيا إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات خلال أكتوبر 2023.
كذلك يواجه الألمان بعض الآثار التي لا تزال مستمرة لجائحة كوفيد-19 على الموارد المالية للأسر والشركات.
علاوة على ذلك، أظهر التقرير أن رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي أدى إلى زيادة تكلفة رأس المال، وبالتالي عدم استمرار تنفيذ المشاريع الجارية في ألمانيا.
ولا تزال التأثيرات المستمرة للحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الاقتصاد في ألمانيا، من خلال تأثيرها على أسعار الطاقة.
تواجه ألمانيا أيضاً تداعيات احتجاجات المزارعين المستمرة على سياسات الاتحاد الأوروبي الزراعية وخاصة فيما يتعلق بمنافسة المنتجات المستوردة من خارج دول الاتحاد.
وأثرت العديد من الإضرابات بعدة قطاعات في الاقتصاد الألماني مثل قطاع الطيران مما دفع شركة الطيران الوطنية الألمانية، لوفتهانزا، إلى إلغاء ما بين 80% إلى 90% من رحلاتها خلال ثلاثة أيام فقط.