شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات الأسبوع الماضي تراجعًا ملحوظًا، حيث سجل المعدن الأصفر خسارة أسبوعية تقارب 1.2 في المئة.
وقد أغلق سعر أونصة الذهب في السوق الفوري عند نحو 3299 دولارًا بنهاية جلسة الجمعة، بعدما كان قد تراجع إلى أدنى مستوياته خلال الأسبوع عند 3267 دولارًا تقريبًا، قبل أن يشهد انتعاشًا طفيفًا قرب نهاية الأسبوع.
جاء هذا الأداء تحت تأثير مباشر لارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي وصل إلى أعلى مستوى له منذ نهاية شهر مايو، مما أدى إلى تقليل جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل غياب أي عائد مباشر من حيازته.
كما تزامن ذلك مع تثبيت مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة عند نطاق 4.25% إلى 4.50%، الأمر الذي أضعف التوقعات المتعلقة بإمكانية خفض أسعار الفائدة في الأجل القريب، وهو ما انعكس سلبًا على أداء الذهب.
ورغم هذا التراجع، فقد تلقى المعدن بعض الدعم في نهاية الأسبوع من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الشركاء التجاريين، بعد صدور تصريحات رسمية تشير إلى فرض رسوم جمركية جديدة.
وقد أعاد ذلك المخاوف بشأن الاستقرار التجاري العالمي، مما زاد من الإقبال على الذهب باعتباره أداة للتحوّط من المخاطر.
من الناحية الفنية، تشير التحليلات إلى أن الذهب يتحرك ضمن نطاق مقاومة يتراوح بين 3350 و3380 دولارًا للأونصة، وهي مستويات قد تفتح المجال أمام صعود إضافي في حال تم تجاوزها.
وعلى الجانب الآخر، يُنظر إلى النطاق ما بين 3285 و3245 دولارًا كمناطق دعم رئيسية، والتي يمكن أن تُشكل مستويات ارتداد قوية في حال تواصل الضغط البيعي.
أما على صعيد التوقعات، فتُرجح بعض النماذج الرقمية ارتفاعًا طفيفًا في أسعار الذهب خلال الأسبوع الجاري، يتراوح بين 0.5% إلى 1.2%، ما قد يدفع الأسعار نحو مستويات تتراوح بين 3360 و3400 دولار.
كما تشير تقديرات شهر أغسطس إلى احتمال استقرار الأسعار حول مستوى 3300 دولار، مع إمكانية تسجيل ارتفاعات إضافية في حال استمرار العوامل الداعمة مثل التوترات الجيوسياسية أو صدور بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى الذهب في موقف فني حساس، إذ يعتمد الاتجاه المستقبلي على توازن دقيق بين قوة الدولار من جهة، والطلب على الأصول الآمنة من جهة أخرى.
وفي حال لم يطرأ أي تحسن كبير في المؤشرات الاقتصادية الأمريكية، أو في حال تجددت المخاطر التجارية أو السياسية، فقد يجد الذهب فرصة للعودة إلى المسار الصاعد خلال الأسابيع المقبلة.