
أنهت الأسهم الأمريكية جلسة الأربعاء على ارتفاع جماعي، في وقت استعاد فيه المستثمرون جزءًا من الثقة بعد موجة خسائر امتدت لأربعة أيام لكل من مؤشر داو جونز وS&P 500.
فقد ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.6٪، بينما صعد S&P 500 بنحو 0.4٪، وسجل داو جونز مكاسب هامشية بلغت 0.1٪.
من ناحية السياسة النقدية، لم تُحدث محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي تغيرًا كبيرًا في حركة السوق، رغم إشارتها إلى أن عددًا كبيرًا من أعضاء الفيدرالي لا يتوقعون الحاجة إلى خفض إضافي لأسعار الفائدة هذا العام.
وفي الخلفية، ينتظر المستثمرون صدور تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، الذي تأخر إصداره بسبب الإغلاق الحكومي الأميركي، بينما أكد مكتب إحصاءات العمل أن بيانات شهر أكتوبر الكاملة لن تُنشر في الوقت الراهن.
أما على صعيد الشركات، فقد تركّز اهتمام المستثمرين على سهم نفيديا الذي قفز بنحو 3٪ خلال الجلسة قبل أن يواصل ارتفاعه بعد إعلان نتائج فصلية قوية تجاوزت توقعات المحللين.
في المقابل، تراجع سهم مايكروسوفت بأكثر من 1٪ بعد تعرضه لضغوط نتيجة خفض تصنيف ائتماني من Rothschild، إضافة إلى تداعيات إعلانها عن شراكات جديدة مع نفيديا وAnthropic.
أما أمازون بقيت مستقرة نسبيًا بعدما هبط سهمها أكثر من 4٪ في اليوم السابق للأسباب نفسها. أما ألفابت فقد واصلت تألقها، إذ ارتفع سهمها بنسبة 3٪ مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا بعد كشفها عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Gemini 3.
في قطاع التجزئة، ارتفع سهم لو وز بنسبة 4٪ بعد إعلان نتائج فصلية قوية ورفع توقعاتها السنوية، بينما تعرض سهم تارجت لضغوط هبوطية بلغت 2.7٪ بعد تسجيل مبيعات دون التوقعات وخفض تقديرات الربحية.
بينما شركة T.J. Maxx حققت ارتفاعًا طفيفًا مدعومًا بنتائج أفضل من المتوقع، بينما انخفض سهم وول مارت بنحو 1٪ قبيل إعلان أرباحها.
على صعيد السلع والعملات والدخل الثابت، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.13٪، فيما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.7٪ إلى مستوى 100.19.
وتعرض النفط لضغوط بيعية أرسلت خام غرب تكساس إلى 59.50 دولار للبرميل بانخفاض يفوق 2٪، بينما حافظ الذهب على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2٪ عند 4,075 دولار للأونصة. أما بتكوين فقد هبطت إلى نحو 89,400 دولار، في أدنى مستوى لها منذ أبريل.
سادت حالة من الحذر في الأسواق الآسيوية خلال تداولات اليوم، مع ميل عام للتراجع في أسهم التكنولوجيا قبل صدور نتائج نفيديا، باعتبارها مؤشرًا رئيسيًا لمسار قطاع الرقاقات عالميًا.
فقد استقر مؤشر نيكاي الياباني قرب مستويات الإغلاق السابقة، بينما تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنحو 0.5٪ وسط ضغوط على أسهم التكنولوجيا الصينية.
كما شهدت أسهم مصنّعي الرقاقات في تايوان وكوريا الجنوبية تذبذبًا ملحوظًا، في ظل مخاوف من تقييمات مبالغ فيها لأسهم الذكاء الاصطناعي.
افتتحت الأسواق الأوروبية على أداء مختلط، حيث ارتفع مؤشر DAX الألماني بأقل من 1٪ مدعومًا بأسهم الصناعة والتكنولوجيا، بينما شهدت مؤشرات CAC 40 الفرنسي وFTSE 100 البريطاني تحركات محدودة داخل نطاقات ضيقة.
ورغم ارتفاع طفيف في شهية المخاطرة، بقي المستثمرون في أوروبا حذرين نتيجة استمرار القلق من التقلبات العالمية وضعف البيانات الاقتصادية الأخيرة في منطقة اليورو، بالإضافة إلى انتظار ما ستسفر عنه نتائج نفيديا وتأثيرها المحتمل على أسهم القطاع التقني الأوروبي.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
من المتوقع أن تكون حركة الأسواق خلال اليوم شديدة الارتباط بنتائج نفيديا، والتي إن جاءت أقوى من المنتظر فقد تدفع أسهم الذكاء الاصطناعي إلى موجة جديدة من الصعود وتحسّن المعنويات في الأسواق العالمية.
أما في حال جاءت أقل من توقعات السوق المتضخمة، فمن المرجح أن يتعرض القطاع لتصحيح سريع. كما تشكل بيانات الوظائف الأميركية عاملًا آخر قد يحدد اتجاهات اليوم، حيث سيؤثر أي انحراف كبير عن التوقعات على رهانات المستثمرين بشأن قرار الفيدرالي المقبل.
في أسواق السلع، يُتوقع استمرار الضغط على النفط بسبب المخاوف المتزايدة حول تباطؤ الطلب العالمي، فيما قد يحافظ الذهب على مكاسب محدودة في ظل حالة عدم اليقين الراهنة.






.webp)