هل الذهب قد يرتفع أكثر من المتوقع مع تحطيم الأرقام القياسية وسط توقعات خفض أسعار الفائدة؟

هل الذهب قد يرتفع أكثر من المتوقع مع تحطيم الأرقام القياسية وسط توقعات خفض أسعار الفائدة؟

تستمر أسعار الذهب فى تسجيل مستويات قياسية جديدة في عام 2024 بسبب مجموعة واسعة من العوامل، من تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتوقعات أسعار الفائدة إلى مخاوف العجز في الميزانية والتحوط من التضخم وشراء البنوك المركزية.

كان الارتفاع الكبير الذي شهده الذهب هذا العام مدفوعًا جزئيًا بتوقعات بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2024، مع بدء تراجع التضخم العنيد، بينما تشير التوقعات الحالية إلى أن خفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط متوقع لبقية عام 2024..

يشير خبراء جي بي مورجان بأنه قد جاء انتعاش الذهب في وقت أبكر من المتوقع، حيث انفصل بشكل أكبر عن العائدات الحقيقية، وكان الخبراء لديهم إشارات إيجابية بشأن الذهب منذ الربع الرابع من عام 2022 ومع ارتفاع أسعار الذهب إلى ما يزيد عن 2400 دولار في أبريل، فقد جاء الارتفاع في وقت مبكر وكان أكثر شدك من المتوقع.

هل تصل أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها التاريخية مرة أخرى؟

في ظل توقعات الارتفاع القوي للذهب، رفع بنك جي بي مورجان أهدافه لسعر الذهب لهذا العام والعام القادم.

ومن المتوقع أن تقفز أسعار الذهب إلى 2500 دولار للأوقية بحلول نهاية العام الجاري، وفقًا لتقديرات جي بي مورجان للأبحاث.

ويفترض هذا التوقع دورة خفض أسعار الفائدة التي يبدأها بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر 2024، مما يدفع أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة جديدة.

من المتوقع لدى الخبراء أن يبلغ متوسط سعر الذهب 2500 دولار للأوقية في الربع الرابع من عام 2024 و2600 دولار للأوقية في عام 2025، في ظل مواصلة ميل المخاطر نحو تجاوز قريب.

وتستند توقعات أسعار الذهب على التوقعات الاقتصادية لبنك جي بي مورجان، والتي تتوقع تباطؤ التضخم الأساسي في الولايات المتحدة إلى 3.5 في المائة في عام 2024 و2.6 في المائة في عام 2025.

مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الصناديق المتداولة تعزز الطلب على الذهب في 2024

بالإضافة إلى خفض أسعار الفائدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية، كانت البنوك المركزية المحرك الرئيسي لأسعار الذهب في عام 2023 وستواصل في ذلك في عام 2024.

قامت البنوك المركزية الصينية بشراء 1037 طنًا من الذهب في عام 2023، وعلى هذا النهج، بدأ عام 2024 بقوة مع مشتريات صافية بلغت 290 طنًا في الربع الأول، مما يجعله رابع أقوى ربع من حيث المشتريات منذ بدء موجة الشراء في عام 2022، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.

جاء هذا أيضًا أعلى بنحو 36 في المائة من الوتيرة الفصلية التي تشير إليها تقديرات جي بي مورجان للأبحاث السنوية البالغة 850 طنًا في عام 2024.

كما أن الزيادة البالغة 70 طنًا في صافي المشتريات مقارنة بالربع الرابع من عام 2023 جاءت أيضًا على الرغم من زيادة بنسبة 5 في المائة على أساس ربع سنوي في متوسط ​​سعر الذهب.

بالإضافة إلى اهتمام البنوك المركزية، من المتوقع أن يكون إقبال المستثمرين المرتفع على سوق الذهب المادي أيضًا عاملاً هاماً ومؤثراً في تدفقات ارتفاع الذهب في المستقبل، حيث تراجعت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة الإجمالية من الذهب بشكل غير مستقر منذ منتصف عام 2022، ولكن تراحعت أيضًا حيازات خزائن لندن من الذهب حيث عوض الطلب من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة والمستهلكين الماديين تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة الخارجة.