هل حان الوقت لتتخلى عن البيتكوين والاستثمار في XRP بدلاً منه؟

تشهد العملة الرقمية البيتكوين، العملة الرقمية الأولى، تراجعاً دون حاجز الستة أرقام، فلا يزال هناك تفاؤل كبير في الأفق، خصوصًا مع قرب قدوم إدارة ترامب التي تُعتبر صديقة للعملات الرقمية. ومع ذلك، يشعر بعض المستثمرين بالقلق بشأن قدرة البيتكوين على الاستمرار في تقديم عوائد ضخمة في المستقبل. وهذا دفع العديد منهم للبحث عن فرص استثمارية بديلة في سوق العملات الرقمية، مع توجه العديد منهم نحو العملات الرقمية مثل XRP، التي تتمتع بشعبية متزايدة.

لكن السؤال يبقى: هل يجب أن تتخلى عن البيتكوين وتستثمر في XRP بدلاً منه؟ XRP تبرز كأحد الخيارات الجذابة بفضل استخدامها في تسريع التحويلات المالية عبر الحدود والتعاون مع مؤسسات مالية كبيرة، لكن عليها أيضًا التحديات المتعلقة بالمسائل القانونية والتنظيمية. لذا، قبل اتخاذ قرار الاستثمار، من الضروري أن تكون على دراية بمزايا وعيوب كل من البيتكوين وXRP، وأن تحدد أيهما يتناسب أكثر مع استراتيجيتك الاستثمارية وأهدافك المالية.

يتمثل الاستخدام الأساسي لـ XRP في معالجة التحديات الكبيرة التي تواجه النظام المالي العالمي، حيث تنفق البنوك والمؤسسات المالية مئات المليارات من الدولارات سنويًا كرسوم على إرسال واستقبال الأموال. وتستغرق المعاملات عادة أيامًا لتسوية، مما يبرز الحاجة الملحة للابتكار في هذا المجال. تم تصميم XRP لتغيير هذا النظام من خلال تقديم حلول معاملات سريعة وآمنة بين المؤسسات المالية بتكلفة ضئيلة مقارنة بالأنظمة التقليدية.

وعلى الرغم من أن بيتكوين يمكن أن يستخدم في هذا السياق، إلا أنه يظل بطيئًا، مكلفًا، وغير قادر على التوسع بنفس الكفاءة التي تتمتع بها شبكة XRP، التي يمكنها معالجة آلاف المعاملات في الثانية بينما لا يمكن لشبكة بيتكوين العالمية إلا معالجة سبع معاملات فقط في نفس الوقت.

الابتكار الأساسي لـ XRP يكمن في تصميمه الذي يعتمد على خوارزمية التوافق بدلاً من آلية التعدين، مما يسمح بمعالجة المعاملات بسرعة فائقة وبتكاليف منخفضة جدًا. وهذا يجعله أكثر ملاءمة للمعاملات المالية العابرة للحدود من بيتكوين، الذي يعتمد على نظام إثبات العمل البطيء والموارد المكثفة. بينما يُعتبر بيتكوين غالبًا مخزنًا للقيمة، تم تطوير XRP خصيصًا لتسهيل المعاملات السريعة والآمنة بين البنوك والمؤسسات المالية، مع تقديم الحلول التي تتيح لهذه المؤسسات تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة في عملياتها المالية الدولية.

بفضل هذه المزايا، يتم استخدام XRP من قبل مؤسسات حقيقية في العالم. الشبكة المرتبطة بها، RippleNet، تستخدم في جميع أنحاء العالم. بالنظر إلى أن الأنظمة التقليدية كلفت المؤسسات المصرفية في العالم 193 مليار دولار من الرسوم في العام الماضي، يبدو أن حجم الفرصة ضخم للغاية.

إذا تمكنت XRP من الاستحواذ على جزء كبير من السوق، فإن الرسوم المجمعة ستكون ضخمة. علاوة على ذلك، سيكون من الضروري على البنوك شراء XRP والاحتفاظ به للتمكن من إجراء المعاملات من خلاله، مما سيؤدي إلى نقص في العرض ويزيد من قيمة الرمز المميز بشكل أكبر.

هناك بعض الثغرات في هذه الفكرة. يبدو أن كل هذا واعد للغاية، مما يجعله عرضًا جذابًا، ولهذا السبب، في رأيي، يحظى XRP بالكثير من الاهتمام. ومع ذلك، هناك بعض المشاكل في الافتراضات الأساسية التي تثير تساؤلات حول قيمة XRP الحقيقية.

أولاً، الرسوم التي يتم جمعها من قبل الشبكة هي، بطبيعتها، ضئيلة جدًا مقارنة بالطرق التقليدية. هذه هي القيمة الجوهرية لـ XRP، وإذا لم تكن هذه النقطة صحيحة، لما اعتمدتها البنوك والمؤسسات المالية في المقام الأول. لذا، فإن القيمة الإجمالية التي يمكن لـ XRP جمعها من الرسوم يجب أن تكون أقل بكثير من الأنظمة التقليدية.

ثانيًا، وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بخلاف ذلك، فإن معظم وظائف RippleNet يمكن استخدامها دون الحاجة إلى استخدام XRP. نظرًا لتقلبات سعره، فإن البنوك لن ترغب في شراء واحتفاظ بـ XRP إذا كان بإمكانها تجنب ذلك — وهو أمر ممكن. نرى بالفعل هذا في الواقع؛ حيث أن العديد من المؤسسات التي تستخدم RippleNet لا تستخدم XRP. وهذا يضعف نظرية "صدمة العرض" التي كانت تعتمد على فرضية أن الطلب على XRP سيزيد بسبب الحاجة إلى شرائه للاستخدام في المعاملات.

قد يحصل XRP على دفعة من المنظمين.

تواجه XRP دعوى قضائية من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) منذ فترة طويلة. على الرغم من أن القاضي أصدر حكمًا لصالح XRP بشكل رئيسي، إلا أن SEC تواصل السعي للطعن في الحكم. ومع ذلك، كشف تقرير مؤخرًا أن الإدارة القادمة قد تضع وقفًا لأي دعاوى قضائية من SEC لا تتعلق بالاحتيال، مما يعني أن XRP قد يكون قريبًا من التخلص من هذه الدعوى.

رغم الأخبار الإيجابية المتعلقة بـ XRP، فيرى البعض أن قيمتها السوقية الحالية التي تبلغ 180 مليار دولار مبالغ فيها وغير مرتبطة بالواقع. فمنذ أن انطلقت، أثبتت بيتكوين مكانتها كـ "ذهب رقمي"، ومع قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بالموافقة على صناديق المؤشرات المتداولة لبيتكوين في السوق الفوري، ازدادت أهميتها بشكل كبير. وإذا كانت الإدارة الحالية بالفعل تدعم العملات المشفرة كما يُفترض، فإنني أتوقع أن تكون بيتكوين هي المستفيد الرئيسي من أي إجراءات داعمة لهذا القطاع.