كيف تخطط الدول الأوروبية للرد على رسوم "ترامب" الجمركية؟

هدد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية إضافية على الاتحاد الأوروبي، فور توليه رئاسة البلاد.

وبعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في العشرين من يناير الجاري، جدد "ترامب" تهديداته بشأن الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن فريقه يبحث دخولها حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من فبراير 2025.

وقال ترامب،" إن الاتحاد الأوروبي كان سيئاً للغاية معنا. لذلك سوف يتعرضون للرسوم الجمركية. إنها الطريقة الوحيدة للحصول على العدالة".

وفي حال نفذ ترامب تهديداته، فإن الدول الأوروبية ستكون في مأزق كبير وستواجه تحديات غير مسبوقة تهدد استقرار اقتصادها.

وردًا على هذه الرسوم، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد، يوم الأربعاء، إن أوروبا سترد على أي رسوم جمركية يفرضها الرئيس الأمريكي بطريقة متناسبة.

وتابع، "إذا كانت هناك حاجة للدفاع عن مصالحنا الاقتصادية، فسنرد بطريقة متناسبة، نحن مستعدون للدفاع عن قيمنا ومصالحنا وحقوقنا إذا أصبح ذلك ضرورياً".

وأشار إلى أن المسؤولون الأوروبيون يتحدثون مع نظرائهم الأمريكيين لمناقشة الرسوم الجمركية الإضافية ولإيجاد حل عملي مناسب.

كما هدد "ترامب" بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على كندا والمكسيك، إذا لم يتدخلا بشكل سريع وفوري لوقف الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن المستهلكين الأمريكيين سيدفعون المزيد إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض تعرفة جمركية على المنتجات الكندية.

وأكد أن بلاده سترد بفرض تعريفات انتقامية وستزيد أسعار كل شيء تقريبا بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستضرر هي الأخرى من هذه الرسوم.

وأشار إلى أن كندا تدرس فرض تعريفات انتقامية على عصير البرتقال الأمريكي والمراحيض وبعض منتجات الصلب إذا نفذ ترامب تهديده.

وصرحت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى واشنطن "يوفيتا نيلوبشينه" أن التكتل مستعد للنقاش مع الحكومة الأمريكية الجديدة، في مواجهة أي توترات تجارية محتملة بسبب الرسوم الجمركية التي ينوي "ترامب" فرضها على الدول الأوروبية.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي هو أكبرمستهلك للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وأن الأوروبيين هم من بين أكبر مستهلكي العلامات التجارية الأمريكية.

وذكرت أن الاتحاد الأوروبي هو أحد أهم ثلاث وجهات تصدير لـ 46 ولاية أمريكية، كما أن استثمارات الاتحاد الأوروبي على المستوى الوطني تدعم ملايين الوظائف في أمريكا.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن أوروبا يجب أن تكون مستعدة، وتتوقع التعرفات التجارية المحتملة التي قد يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتابع،"ما نحتاج إلى فعله هنا في أوروبا هو أن نكون مستعدين ونتوقع ما قد يحدث حتى نتمكن من الرد".

من المؤكد أن الرسوم الجمركية التي ينوي "دونالد ترامب" فرضها ضد الاتحاد الأوروبي والصين وكندا والمكسيك، ستؤدي إلى اندلاع حرب تجارية عالمية جديدة، وأن الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل في الوقت الحالي سيتضرر بشكل قوي.

يحذر خبراء الاقتصاد والهيئات المالية العالمية من التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية العقابية على الاقتصاد العالمي.

وقالت النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، إن التهديد الذي تشكله التعريفات الجمركية الأمريكية، يشكل خطرا سلبيا على اقتصاد العالم.