في ظل التقلبات المستمرة في الأسواق المالية، يشهد اليوم الاثنين، توقعات متنوعة لأداء الأسواق العالمية، بدءًا من أسواق الأسهم وصولًا إلى تحركات العملات والسلع. بعد أسبوع مليء بالتحديات، حيث تراجعت المؤشرات الأمريكية وأثرت بيانات التضخم على القرارات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، يستعد المستثمرون لتحديد استراتيجياتهم استنادًا إلى التطورات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية. في هذا المقال، نستعرض أبرز التوقعات والفرص التي قد تظهر في أسواق الأسهم، السندات، الفوركس، والسلع مثل النفط والذهب.
شهدت الأسهم انتعاشًا في تداولات الجمعة بعد بداية متقلبة في الصباح، حيث عوضت جزءًا من خسائرها في نهاية شهر فبراير المضطرب. وأظهرت بيانات التضخم التي تم متابعتها عن كثب أن الضغوط السعرية قد تراجعت الشهر الماضي، مما أراح المستثمرين ودفعهم لتحقيق مكاسب في نهاية الأسبوع.
صعد مؤشر ناسداك المركب ومؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.6% لكل منهما، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.5%. ورغم هذه المكاسب، سجل مؤشر داو مكاسب أسبوعية بنسبة 1% فقط، بينما تراجع كل من إس آند بي 500 وناسداك بنسبة 1% و3.5% على التوالي. وكانت جميع المؤشرات قد سجلت خسائر شهرية، حيث تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 4% في فبراير، ليكون أسوأ أداء شهري له منذ أبريل 2024.
وكانت الأسواق قد أغلقت يوم الخميس على تراجع حاد، بعد أن شهدت أسهم شركة إنفيديا (NVDA) هبوطًا حادًا عقب إعلان نتائجها المالية، مما دفع أسهم الشركات التكنولوجية الأخرى إلى التراجع.
مرت الأسواق الأمريكية بأسبوع مضطرب في ظل تزايد المخاوف بشأن صحة الاقتصاد وغموض السياسات التي ينتهجها البيت الأبيض تحت قيادة الرئيس ترامب. منذ أكثر من أسبوع، سجل مؤشر إس آند بي 500 مستويات قياسية جديدة، في حين كان كل من داو وناسداك قريبين من تحقيق أرقام قياسية خاصة بهما.
ومع ذلك، تنفس المستثمرون الصعداء صباح الجمعة بعد أن أظهرت بيانات التضخم، التي تعد المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، أن التضخم قد تراجع في يناير لأول مرة منذ أربعة أشهر. هذا التراجع قد يخفف من المخاوف بشأن إمكانية عدم تمكن الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة هذا العام. رغم ذلك، لا يزال هناك قلق من خطط الرئيس ترامب لفرض تعريفات جمركية، التي يرى بعض الاقتصاديين أنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم في المستقبل.
وبينما كان هناك نوع من التوتر في الأجواء بعد تصاعد الخلافات بين ترامب ونائب الرئيس جي دي فانيس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماع بالبيت الأبيض، إلا أن الأسواق واصلت تعافيها. حيث غادر زيلينسكي البيت الأبيض دون التوقيع على صفقة حقوق المعادن التي كان من المتوقع أن تكون تمهيدًا لوقف إطلاق النار مع روسيا.
أما أسهم إنفيديا فقد استعادت جزءًا من قيمتها يوم الجمعة، حيث ارتفعت بنسبة 4% بعد أن تراجعت أكثر من 8% في اليوم السابق. كما شهدت بعض الشركات التكنولوجية الكبرى الأخرى، مثل تسلا (TSLA) التي تراجعت أسهمها بنسبة تجاوزت 25% منذ بداية العام، زيادة بنسبة 4%. بينما شهدت أسهم شركات آبل (AAPL) ومايكروسوفت (MSFT) وأمازون (AMZN) وألفابت (GOOG) وميتا (META) زيادة تجاوزت 1%، في حين ارتفعت أسهم برودكوم (AVGO) بنسبة تقل عن 1%.
استقرت الأسهم الأوروبية خلال تعاملات الجمعة، مع تقييم المستثمرين تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والقارة العجوز، وسط صدور بيانات من أكبر اقتصادات المنقطة.
وعند إغلاق التداولات، استقر "ستوكس يوروب 600" عند 557 نقطة، لكن المؤشر الأوروبي حقق مكاسب أسبوعية وشهرية بنسبة 0.6% و3.25% على التوالي.
بينما شهدت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة الماضي أداءً متباينًا، حيث تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.2% بينما ارتفع مؤشر هانج سنج في هونغ كونغ بنسبة 0.1%. وكانت الأسواق اليابانية مغلقة بسبب عطلة رسمية، مما حال دون أي تحركات في مؤشر نيكاي 225. جاءت هذه التحركات في ظل حالة من الحذر بين المستثمرين بسبب التصعيد التجاري الأمريكي، مما أثار القلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.
توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الاثنين
من المتوقع أن تشهد الأسواق العالمية أداءً إيجابيًا اليوم الاثنين، مدعومًا بتوقعات إيجابية لنمو الأرباح وبيانات التضخم المشجعة. مع تباطؤ التضخم في يناير، هناك تفاؤل بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة هذا العام، مما يعزز الآمال في استمرار الارتفاع في أسواق الأسهم. كما تشير التوقعات إلى نمو أرباح الشركات بنسبة 10% في 2025، ما يعزز تفاؤل المستثمرين، رغم أن التطورات الجيوسياسية والاقتصادية قد تؤثر على هذا الاتجاه.
كيف كان أداء السندات الأمريكية يوم الجمعة؟
بلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال تعاملات الجمعة الماضية 4.21%، منخفضًا من 4.29% في إغلاق يوم الخميس الماضي. يُعتبر هذا العائد مؤشرًا على توقعات السوق بشأن اتجاه أسعار الفائدة المستقبلية، وله تأثير كبير على تكاليف الاقتراض لمختلف أنواع القروض.
ما هي توقعات الأسواق لأداء سوق السندات الأمريكية اليوم الاثنين ؟
من المتوقع أن يشهد سوق السندات الأمريكية تقلبات، بسبب عوامل متعددة مثل الضغوط السياسية والاقتصادية. تشير التوقعات إلى ارتفاع عوائد السندات، خاصة لأجل 10 سنوات، بسبب زيادة العجز في الميزانية الأمريكية وتفاقم التضخم. كما يُتوقع أن يستمر المستثمرون في التركيز على إمكانية تخفيض أسعار الفائدة، مما قد يجعل السندات خيارًا جذابًا رغم محدودية فرص تحقيق مكاسب كبيرة في ظل استمرار انحسار منحنى العائد.
كيف كان أداء البيتكوين يوم الجمعة وتوقعات الأسواق لليوم؟
تراجعت قيمة البيتكوين إلى حوالي 84,300 دولار عند إغلاق الأسواق يوم الجمعة، بعد أن انخفضت إلى 78,200 دولار خلال الليل، وهو أدنى مستوى لها منذ فترة قصيرة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكانت العملة الرقمية قد سجلت أعلى مستوى تاريخي لها بنحو 109,000 دولار الشهر الماضي، لكنها فقدت تقريبًا جميع المكاسب التي حققتها، والتي كانت مدفوعة جزئيًا بالتفاؤل بأن إدارة ترامب، التي كانت تدعم العملات الرقمية، ستتبنى سياسات لصالح هذه الأصول.
من المتوقع أن يشهد سعر البيتكوين تقلبات خلال تداولات اليوم، في ظل التأثيرات الاقتصادية والسياسية المستمرة. يتوقع البعض أن يصل سعر البيتكوين إلى حوالي 97,725 دولار في بداية الشهر، مع إمكانية تسجيله أعلى مستوى عند 105,702 دولار وأدنى مستوى عند 91,872 دولار.
أداء كل من الذهب والنفط في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي
انخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1% لتسجل 2,867 دولارًا للأونصة، بينما تراجعت عقود النفط الخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% ليصل سعر البرميل إلى 70 دولارًا.
توقعات أداء الذهب والنفط اليوم الاثنين
من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب والنفط تقلبات خلال تداولات اليوم الاثنين، حيث من المتوقع ارتفاع أسعار النفط بنسبة 1% بفضل بيانات إيجابية من قطاع التصنيع في الصين، مما يعزز التفاؤل بشأن زيادة الطلب العالمي على النفط. في المقابل، تتوقع بعض التقلبات الطفيفة في أسعار الذهب، مع استمرار تأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية على السوق.
توقعات سوق الفوركس اليوم الاثنين
من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس اليوم الاثنين 3 مارس 2025، بعض التحركات الملحوظة. الدولار الأمريكي قد يواصل مكاسبه بنسبة 0.5% إلى 1% نتيجة التوقعات بتثبيت أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، من المرجح أن يواجه اليورو تراجعًا بنسبة 0.3% إلى 0.5% بسبب الضغوط الاقتصادية في منطقة اليورو. أما الين الياباني فقد يشهد تقلبات في حدود 0.4% نتيجة التغيرات في سياسة بنك اليابان. كما أن الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية، مثل التوترات في الشرق الأوسط، قد تساهم في تقلبات السوق بنسبة 0.2% إلى 0.7%.