تعيش الأسواق المالية العالمية حالة من الاضطراب الشديد هذا الأسبوع، حيث شهدت أسواق الأسهم الأميركية تراجعاً حاداً وسط مخاوف متزايدة من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.بالإضافة إلى الضغوط على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.في المقابل، أظهرت أسواق السلع والعملات تقلبات كبيرة، مع ارتفاع الذهب كملاذ آمن وتراجع أسعار النفط بفعل مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي.وفي هذا المقال، نلقي نظرة على أبرز التوقعات لتحركات الأسواق اليوم الثلاثاء، ونحلل تأثير السياسات الاقتصادية الحالية على أداء الأصول المختلفة من الأسهم إلى العملات الرقمية.شهدت أسواق الأسهم الأميركية تراجعاً حاداً يوم الاثنين، وسط استمرار المخاوف من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد الأميركي والعالمي.كما زادت المخاوف من احتمال تعرض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) للخطر.وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4%، في حين هبط مؤشر ناسداك المركّب، الذي يضم العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى، بنسبة 2.6%.أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد انخفض بنسبة 2.5%، أي ما يقرب من 1000 نقطة.ويأتي هذا الهبوط بعد خسائر سجلتها الأسواق الأسبوع الماضي، حيث تراجعت عن بعض المكاسب الكبيرة التي تحققت في الأسبوع الذي سبقه، وذلك نتيجة تصاعد التوترات التجارية مع الصين.وقد حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، من أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، مما يمثل تحدياً كبيراً للبنك المركزي عند اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة.وفي تصعيد إضافي، أعلنت الصين يوم الاثنين أنها ستتخذ إجراءات انتقامية ضد الدول التي تتعاون مع الولايات المتحدة في صفقات تجارية تضر بمصالحها.وكانت إدارة ترامب قد فرضت بالفعل رسوماً جمركية جديدة على عدد من الدول، من بينها ضريبة استيراد بنسبة 145% على السلع الصينية، مع الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية في طور التفاوض مع عشرات الدول حول اتفاقات تجارية جديدة.من جهة أخرى، جدد ترامب هجومه على جيروم باول، واصفاً إياه بـ"الخاسر الكبير"، ومطالباً بخفض فوري لأسعار الفائدة.وقد أثار ذلك قلق المستثمرين من إمكانية إقالة باول، رغم أن ولايته تمتد لعام إضافي.وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق بأن "إقالة باول لا يمكن أن تأتي بالسرعة الكافية"، في حين كشف المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن الرئيس يدرس خيارات قانونية محتملة لعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي.وعلى صعيد الأسهم التكنولوجية، شهدت أكبر الشركات العالمية في هذا القطاع تراجعاً جماعياً، حيث انخفضت أسهم شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية بنحو 6%، قبل الإعلان المرتقب عن نتائجها الفصلية مساء الثلاثاء.كما هبطت أسهم شركتي تصنيع الرقائق "نفيديا" و"برودكوم" بنسبة 4.5% وقرابة 3% على التوالي، في حين تراجعت أسهم "أمازون" و"ميتا بلاتفورمز" بنسبة 3% تقريباً.كذلك انخفضت أسهم "آبل"، و"مايكروسوفت"، و"ألفابت" – الشركة الأم لجوجل – بنحو 2% لكل منها.توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الثلاثاءتشهد الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء حالة من الحذر والترقب، بعد تراجعات حادة في وول ستريت أمس نتيجة تصاعد التوترات التجارية وانتقادات الرئيس ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، مما أثار مخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية.في المقابل، أظهرت الأسواق الآسيوية والأوروبية بعض المقاومة، مدعومة بتدفقات استثمارية خارجة من الأسهم الأميركية.وانخفض الدولار لأدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، بينما ارتفع الذهب كملاذ آمن، ما يعكس استمرار القلق لدى المستثمرين بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي.كيف كان أداء السندات الأميركية يوم أمس وما هي توقعات اليوم؟ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، مقارنة بـ 4.33% في الجلسة السابقة.ويُعد هذا العائد مؤشراً أساسياً لتكلفة الاقتراض في مختلف أنواع القروض، من الرهون العقارية إلى القروض التجارية.ويُذكر أن العوائد ترتفع عندما تنخفض أسعار السندات، وقد شهدت هذه العوائد ارتفاعاً ملحوظاً خلال هذا الشهر نتيجة اضطرابات الأسواق وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي.من المتوقع أن تستمر عوائد السندات في مسارها التصاعدي في حال تواصلت الضغوط على الأسواق، لا سيما في ظل المخاوف المرتبطة بالسياسات النقدية وتصعيد الحرب التجارية.هذا الارتفاع قد يفرض ضغوطاً إضافية على أسواق الأسهم ويؤثر سلباً على تكلفة الاقتراض للأفراد والشركات، ما يعزز التوجه نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.كيف كان أداء الذهب يوم الاثنين؟ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 3.2% في التداولات المسائية لتصل إلى نحو 3,435 دولاراً للأونصة، وذلك بعد أن سجل المعدن الثمين مستوى قياسياً جديداً صباح يوم أمس، متجاوزاً حاجز 3,440 دولاراً.توقعات اليوم لأداء الذهبمن المتوقع أن يواصل الذهب ارتفاعه اليوم الثلاثاء، مدعوماً بتزايد الطلب عليه كملاذ آمن في ظل التقلبات الحادة في الأسواق العالمية وتراجع الثقة في الدولار الأميركي.ويأتي هذا الصعود في الأسعار بعد تسجيل الذهب مستويات قياسية، بدعم من مشتريات البنوك المركزية وتوقعات بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة الأميركية.أداء النفط يوم أمس الاثنين وتوقعات اليومتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأميركي لأسعار النفط، بنسبة 2% لتسجل نحو 63.40 دولاراً للبرميل، وذلك وسط تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على النفط.ويأتي هذا الانخفاض في الأسعار في ظل مؤشرات على ضعف النشاط الصناعي في عدد من الاقتصادات الكبرى، إلى جانب التوترات الجيوسياسية التي تثير حالة من الحذر في أسواق الطاقة.من المتوقع أن تبقى أسعار النفط تحت الضغط خلال تداولات اليوم، في ظل استمرار القلق بشأن تراجع الطلب العالمي، خصوصاً من الصين وأوروبا، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لأي تصريحات أو تحركات من منظمة "أوبك+" بشأن مستويات الإنتاج.ما هو أداء البيتكوين يوم الاثنين وإلى أين وصل سعره؟بلغ سعر البيتكوين 87,100 دولار، مرتفعاً من أدنى مستوى سجله خلال الليل عند 84,600 دولار، لكنه لا يزال دون أعلى مستوى بلغه في وقت سابق من اليوم عند نحو 88,500 دولار.ويعكس هذا التحرك التقلبات المعتادة في سوق العملات الرقمية، حيث يتأرجح السعر بين مستويات دعم ومقاومة قوية وسط حالة من الحذر في الأسواق المالية العالمية.توقعات اليوم الثلاثاء للبيتكوينمن المتوقع أن تظل البيتكوين في نطاق تداول متذبذب خلال اليوم، مع مراقبة المستثمرين لأي مؤشرات تقنية أو أخبار تنظيمية قد تؤثر في الزخم.حيث استمرار الضغوط على الأسواق التقليدية قد يعزز جاذبية العملات الرقمية كأصول بديلة، لكن التقلبات العالية تبقى سيدة الموقف.إذا تمكنت البيتكوين من تجاوز مستوى 88,500 دولار بثبات، فقد تفتح المجال لموجة صعود جديدة، في حين أن الهبوط دون 85,000 قد يعيد اختبار مستويات دعم أدنى.أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الثلاثاءمن المتوقع أن تشهد العملات الرئيسية تقلبات تتراوح بين 1% إلى 2% في تحركاتها، حيث يواصل الدولار الأميركي التراجع بنسبة قد تصل إلى 0.5% بسبب الضغوط السياسية.بينما يستفيد الين الياباني من الطلب كملاذ آمن بزيادة قد تصل إلى 1% مقابل الدولار.أما اليورو فقد يتراجع بنسبة 0.4% في ظل التوترات التجارية، في حين يتعرض الجنيه الاسترليني لضغوط قد تصل إلى 0.3% نتيجة التحديات المحلية.وقد يشهد الدولار الأسترالي انخفاضًا بحوالي 0.6%، بينما يعاني الدولار الكندي من انخفاضات قد تصل إلى 0.7% بسبب تراجع أسعار النفط.