
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات يوم أمس الاثنين على ارتفاعات قوية بعد أسبوع من الخسائر، وسط تفاؤل المستثمرين بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
سجل مؤشر ناسداك المركب ارتفاعاً بنسبة 2.3 في المئة، مدعوماً بمكاسب قوية لأسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5 في المئة، وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.8 في المئة.
وتأتي هذه المكاسب بعد أسبوع سلبي شهد تراجعاً في المؤشرات الثلاثة، إذ انخفض ناسداك بنحو 3 في المئة، وستاندرد آند بورز 1.6 في المئة، وداو جونز 1.2 في المئة.
في التطورات السياسية، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي مساء الأحد على إجراء تمهيدي يمهد للتصويت على اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ 41 يوماً، بعد انضمام ثمانية من أعضاء الحزب الديمقراطي إلى الجمهوريين لتجاوز عتبة 60 صوتاً.
ويواصل الإغلاق الضغط على ثقة المستهلكين التي تراجعت في استطلاع جامعة ميشيغان إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو 2022، عندما بلغ التضخم ذروته بعد الجائحة.
وفي أسواق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.11 في المئة مقابل 4.10 في المئة في ختام الأسبوع الماضي.
ومن المقرر إغلاق أسواق السندات الأمريكية اليوم الثلاثاء بمناسبة يوم المحاربين القدامى، بينما ستبقى أسواق الأسهم مفتوحة.
في أسواق السلع، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 3 في المئة لتصل إلى 4120 دولاراً للأوقية، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.6 في المئة إلى 60.10 دولاراً للبرميل.
أما البيتكوين فارتفع إلى نحو 106 آلاف دولار بعد أن لامس أدنى مستوى له عند 101.5 ألف دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما استقر مؤشر الدولار الأمريكي عند مستوى 99.57 تقريباً.
في قطاع التكنولوجيا، قادت أسهم الذكاء الاصطناعي موجة الصعود، حيث ارتفع سهم شركة بالانتير تكنولوجيز بنسبة 9 في المئة بعد تراجع قوي الأسبوع الماضي.
بينما سجلت أسهم ميكرون تكنولوجي ونفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز مكاسب بنحو 6.5 و6 و4.5 في المئة على التوالي.
في المقابل، تراجع سهم شركة ميتسيرا بنسبة 15 في المئة بعد إعلان استحواذ فايزر عليها في صفقة تقارب عشرة مليارات دولار، عقب انسحاب شركة نوفو نورديسك من المنافسة.
كما ارتفع سهم تسلا بنسبة 3.6 في المئة بعد أن وافق المساهمون على حزمة تعويضية ضخمة لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك، قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار في حال تحقيق أهداف الأداء المستقبلية.
أما في قطاع الرعاية الصحية، فقد سجلت أسهم سنتين ومولينا هيلث كير انخفاضات حادة بلغت 8.8 و7.3 في المئة على التوالي، بعد تصريحات للرئيس ترامب دعا فيها إلى توجيه تمويل قانون الرعاية الصحية مباشرة إلى المواطنين بدلاً من شركات التأمين.
كما تراجع سهم بيركشاير هاثاواي بنسبة طفيفة بلغت 0.4 في المئة بعد رسالة من وارن بافيت أكد فيها عزمه الاحتفاظ بجزء كبير من أسهم الفئة "A" حتى يكتسب المساهمون ثقة أكبر بخليفته غريغ أبيل.
وفي التحركات المرتبطة بنتائج الشركات، انخفض سهم مانداي دوت كوم بنسبة 12 في المئة بعد إعلان نتائج فصلية دون التوقعات، بينما ارتفعت أسهم بارّيك للتعدين وتايسون فودز بنسبة 5.3 و2.3 في المئة على التوالي.
في أوروبا، أغلقت المؤشرات الرئيسية على ارتفاع مدعومة بالتفاؤل بشأن انفراج الأزمة السياسية في واشنطن.
وصعد مؤشر ستوكس يوروب 600 بنحو 1.4 في المئة مسجلاً أفضل أداء له في ثلاثة أسابيع، بينما ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.7 في المئة، وكاك 40 الفرنسي بنسبة 1.3 في المئة، ومؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 1.1 في المئة ليسجل مستويات قياسية جديدة.
وقادت أسهم التكنولوجيا والمصارف الارتفاعات، في حين بقيت أسهم الطاقة تحت ضغط محدود بسبب تذبذب أسعار النفط.
أما في آسيا، فقد جاءت التعاملات متباينة لكنها مائلة إلى الإيجابية. ارتفعت الأسهم الصينية مدفوعة بصعود شركات التكنولوجيا، بينما تراجع مؤشر نيكاي الياباني قليلاً نتيجة ارتفاع الين وضغوط السياسة النقدية.
ورغم التباين، حافظت الأسواق الآسيوية على معنويات مستقرة بدعم من التفاؤل العالمي وإشارات على تحسن الطلب الخارجي.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنسبة لتوقعات اليوم، يتوقع المحللون استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق العالمية إذا تم إقرار الاتفاق الأمريكي رسمياً، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل، قد تشهد الأسواق عمليات جني أرباح إذا واجه الاتفاق أي تأخير أو معارضة سياسية. كما ستتجه الأنظار إلى بيانات اقتصادية أوروبية وآسيوية قادمة لقياس مدى متانة النمو بعد فترة من الضعف، فيما تبقى حركة السلع والعملات رهينة لتطورات السياسة الأمريكية ومؤشرات التضخم العالمية.
.webp)





