افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات الأسبوع الجديد على ارتفاع طفيف، رغم استمرار حالة الترقب في الأسواق بفعل التصعيد في السياسات التجارية الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن عن رسوم جمركية جديدة على واردات من المكسيك والاتحاد الأوروبي.
ويأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون سلسلة من البيانات الاقتصادية المهمة، أبرزها تقارير التضخم وثقة المستهلك، إضافة إلى انطلاق موسم نتائج أعمال الشركات، وسط تساؤلات متزايدة حول مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي في ظل الضغوط التضخمية المتوقعة.
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات يوم الإثنين على ارتفاع طفيف، في وقت استمر فيه المستثمرون في تقييم تداعيات التهديدات التجارية الجديدة التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، مع الترقب لبداية أسبوع مزدحم بنتائج أعمال الشركات والبيانات الاقتصادية.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.2%، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1%، بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب نحو 0.3% ليغلق عند مستوى قياسي جديد، بعد أن تعافت الأسواق من التراجعات المبكرة خلال الجلسة.
وعلى الرغم من التذبذب الأخير بسبب المخاوف المتعلقة بالسياسات التجارية الأمريكية، إلا أن المؤشرات الثلاثة الكبرى لا تزال تحوم قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وكان ترامب قد أعلن يوم السبت أن واردات الولايات المتحدة من المكسيك والاتحاد الأوروبي ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 30% بدءاً من الأول من أغسطس المقبل، في إطار تصعيد جديد للحرب التجارية.
وأكد الرئيس أنه لا يخطط لإجراء المزيد من المفاوضات بشأن هذه الرسوم، ما زاد من حالة عدم اليقين بشأن حجم الأثر المحتمل على التضخم والنمو الاقتصادي وربحية الشركات.
ورغم أن جدول البيانات الاقتصادية والأخبار المؤسسية كان هادئاً إلى حد كبير خلال جلسة الإثنين، فإن الأسواق تترقب خلال الأيام القليلة القادمة صدور مجموعة من المؤشرات المهمة، أبرزها تقارير أرباح البنوك الكبرى، وبيانات التضخم، ومبيعات التجزئة، وثقة المستهلك، والتي من المتوقع أن تقدم إشارات أوضح حول اتجاه الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية المستقبلية.
وفي قطاع التكنولوجيا، قادت شركات التقنية الكبرى المكاسب نحو مستويات قياسية جديدة، وإن بشكل متباين. ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 1%، وسجلت أسهم أمازون، ألفابت، ميتا و"برودكوم" مكاسب طفيفة، في حين تراجعت أسهم أبل بنحو 1%.
أما إنفيديا، التي أصبحت الأسبوع الماضي أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار، فانخفضت بنسبة 0.5%، وتراجعت مايكروسوفت بشكل طفيف.
وكان من أبرز التحركات في قطاع التكنولوجيا أيضاً صعود أسهم شركة "بالانتير" المتخصصة في برامج تحليل البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 5% لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق، كما ارتفعت أسهم "أوتوديسك" بنفس النسبة بعد تقارير عن تخليها عن فكرة الاستحواذ على شركة "PTC" المنافسة في مجال البرمجيات.
في المقابل، تراجعت أسهم شركة "ميكرون" لصناعة شرائح الذاكرة بنحو 5%، لتقود بذلك خسائر مؤشر ناسداك 100.
وفي الأسواق المرتبطة بالعملات الرقمية، سجلت أسهم الشركات المرتبطة بالبيتكوين مكاسب ملحوظة، مع استمرار العملة الرقمية في تحقيق مستويات قياسية جديدة.
وارتفعت أسهم شركة "مايكروستراتيجي" بنحو 4%، بينما زادت أسهم "كوينبيس" و"روبن هود" بنسبة تقارب 2% لكل منهما. وتم تداول البيتكوين مؤخراً عند مستوى 120,200 دولار، بعد أن تجاوز لفترة وجيزة حاجز 123,000 دولار خلال الليل، مقارنة بـ118,000 دولار في نهاية تعاملات يوم الجمعة.
ويأتي هذا الصعود بدعم من زيادة اقتناء الشركات للأصول الرقمية، إضافة إلى استعداد الكونغرس لمناقشة ثلاثة مشاريع قوانين تدعم تنظيم العملات الرقمية، ما يعزز من مشروعيتها المؤسسية.
أما في أسواق السلع، فتراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 3,350 دولاراً للأوقية، بعد أن سجل المعدن الأصفر في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع.
في المقابل، شهدت أسعار النفط تراجعاً بعد مكاسب مبكرة، حيث انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4% إلى 66.85 دولاراً للبرميل.
وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.44%، مقارنة بـ4.42% في نهاية تعاملات يوم الجمعة، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له في نحو شهر، وهو ما يعكس توقعات بارتفاع تكاليف الاقتراض لكل من الشركات والمستهلكين.
وواصل مؤشر الدولار الأمريكي صعوده، حيث ارتفع بنسبة 0.3% إلى 98.10 نقطة، مواصلاً مكاسبه التي سجلها الأسبوع الماضي، في ظل تنامي الطلب على العملة الأمريكية كملاذ آمن.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم؟
تشير التوقعات إلى استمرار حالة الترقب في ظل انتظار بيانات التضخم الأمريكية، والتي ستلعب دوراً محورياً في توجيه قرارات المستثمرين بشأن توجهات الفيدرالي المقبلة.
ومن المرجح أن تبقى الأسهم ضمن نطاقات ضيقة خلال جلسة اليوم، مع احتمال تحركات أكثر وضوحاً في أسواق الذهب والعملات الرقمية في حال صدور أي تصريحات أو مؤشرات مفاجئة من جانب صناع القرار أو الجهات التنظيمية.