قفزت الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ في ختام تعاملات الجمعة، بعد أن لمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى احتمال البدء في خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما انعكس مباشرة على معنويات المستثمرين ودفعهم للعودة إلى الأصول عالية المخاطر.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.9% أي ما يعادل نحو 850 نقطة، مسجلاً أول إغلاق قياسي منذ ديسمبر الماضي.
كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5%، لينهي سلسلة خسائر استمرت خمسة أيام، وأغلق قريباً من أعلى مستوى قياسي له.
أما مؤشر ناسداك المركب فقد ارتفع بنسبة 1.9%، بعد أن كان على وشك تسجيل أسوأ أسبوع له منذ مايو.
على أساس أسبوعي، تمكنت المؤشرات من تحقيق أداء إيجابي، حيث ارتفع داو جونز بنسبة 1.5% للأسبوع الثالث على التوالي، فيما صعد ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%. أما ناسداك فقد سجل تراجعاً أسبوعياً نسبته 0.6%.
وأكدت تصريحات باول في منتدى جاكسون هول أن "تغير موازين المخاطر قد يستدعي تعديل السياسة النقدية"، موضحاً أن التضخم لا يزال يمثل تحدياً بسبب الرسوم الجمركية، في حين أن مخاطر التباطؤ في سوق العمل تتزايد.
هذا التصريح عزز توقعات الأسواق ببدء دورة خفض الفائدة اعتباراً من اجتماع سبتمبر المقبل.
وكان قطاع التكنولوجيا الأكثر استفادة من التفاؤل بشأن الفائدة، إذ ارتفع سهم تسلا بأكثر من 6%، فيما أضافت أسهم ألفابت وأمازون نحو 3%.
كما صعدت أسهم ميتا بنسبة 2% تقريباً، وارتفعت أسهم إنفيديا وبروودكوم وآبل بما يزيد عن 1%، فيما سجلت مايكروسوفت مكاسب طفيفة.
واتجهت الأنظار أيضاً إلى قطاع أشباه الموصلات، حيث قفز سهم إنتل بأكثر من 5% عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحكومة ستستحوذ على 10% من الشركة.
كما ارتفعت أسهم أون سيميكوندكتور وجلوبال فاوندرز بنسبة 6% تقريباً، وأسهم مايكروتشيب تكنولوجي بنحو 5%. مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات صعد بنسبة تقارب 3%.
قطاع الإسكان سجل أداءً قوياً بدعم من توقعات خفض الفائدة، حيث قفزت أسهم شركات البناء مثل دي.آر. هورتون، لينار وتول براذرز بأكثر من 5%، كما ارتفعت أسهم بيلدرز فيرست سورس بنسبة 8% وأسهم موهاوك إندستريز بنسبة 7%.
واستفادت العملات المشفرة بدورها من عودة شهية المخاطرة، إذ ارتفع سهم مايكروستراتيجي وكوينباس بأكثر من 6%، بينما صعد سعر البيتكوين إلى 117 ألف دولار بعد أن كان قد تراجع إلى 111.700 دولار في وقت مبكر من الجلسة.
في المقابل، تعرضت بعض شركات البرمجيات لضغوط، حيث هبط سهم إنتويت بنسبة 5% بعد إعلان توقعات مخيبة، وتراجع سهم ووركداي بنسبة 3% عقب نتائجها الفصلية.
عوائد سندات الخزانة تراجعت، إذ انخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.26% مقابل 4.33% عند إغلاق الخميس.
أما مؤشر الدولار الأمريكي فتراجع 0.9% إلى مستوى 97.75، وهو أدنى مستوى له في شهر تقريباً.
وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.1% لتسجل 3415 دولاراً للأونصة، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% إلى 63.80 دولار للبرميل، محققة مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين
تشير توقعات اليوم إلى استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق، حيث من المرجح أن يحافظ المستثمرون على تفاؤلهم بشأن خفض الفائدة المرتقب.
أما أسواق العملات المشفرة قد تشهد المزيد من الارتفاع مع استقرار شهية المخاطرة، بينما قد يواصل الذهب والنفط حركتهما الصاعدة مع تراجع الدولار.
ومع ذلك، ستظل الأسواق مترقبة لأي تصريحات جديدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أو بيانات اقتصادية قد تعيد تقييم مسار السياسة النقدية خلال الأسابيع المقبلة.