
مع بداية شهر ديسمبر، افتتحت الأسهم الأمريكية الشهر بتراجع جماعي، حيث اتجه المستثمرون إلى تخفيف مستويات المخاطرة بعد موجة ارتفاع قوية خلال الأسبوع الماضي.
فقد اختتم مؤشر داو جونز جلسة أمس الاثنين منخفضًا بقرابة 0.9%، بينما سجل S&P 500 تراجعًا يقارب نصف بالمئة، وتراجع مؤشر ناسداك بنحو 0.4% بفعل الضغوط على شركات التكنولوجيا الكبرى وعلى الأسهم المرتبطة بالقطاع الرقمي.
وجاء هذا التراجع بعد أسبوع قوي حقق فيه السوق أفضل أداء أسبوعي منذ منتصف العام.
وعلى صعيد الأداء الشهري لشهر نوفمبر، واصل كل من S&P 500 وداو جونز تسجيل مكاسب بسيطة ليكملا سلسلة ارتفاعات امتدت سبعة أشهر متتالية، في حين أنهى ناسداك الشهر على خسارة هي الأولى منذ مارس، مما يعكس ضغطًا واضحًا على أسهم التكنولوجيا خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي سوق العملات الرقمية، تراجعت بيتكوين بشكل حاد بعد أن فقدت كثيرًا من مكاسبها الليلية، لتنخفض إلى ما يقارب 85,500 دولار بعدما تجاوزت حاجز 91 ألف دولار.
وتكرّر المشهد مع عملات كبرى مثل إيثيريوم وسولانا، الأمر الذي انعكس على الشركات المرتبطة بالقطاع، والتي سجّلت انخفاضات متفاوتة تراوحت بين 2% و4% مثل Strategy (MSTR) وMARA Holdings (MARA) وCoinbase Global (COIN) وRiot Platforms (RIOT) وRobinhood Markets (HOOD).
كما شهدت معظم شركات التكنولوجيا العملاقة في السوق الأمريكية انخفاضًا، نتيجة استمرار القلق بشأن تضخم التقييمات وتكلفة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، ارتفعت أسهم شركة إنفيديا لصناعة الرقائق بنحو 1.7% عقب الكشف عن توسيع استثماراتها مع إحدى الشركات المتخصصة في البرمجيات، وهو ما دعم أداء الأخيرة أيضًا التي صعد سهمها بحوالي 5%.
وشهد قطاع التجارة الإلكترونية ضغطًا ملحوظًا، حيث كانت إحدى الشركات المعروفة في هذا المجال أسوأ أداء ضمن s&p 500 في يوم "الاثنين السيبراني" وهي شركة Shopify (SHOP)، حيث تراجعت أسهمها بنحو 6% بعد إعلان الشركة أن بعض التجار يواجهون صعوبات في الوصول إلى أنظمة الإدارة ونقاط البيع.
وفي أوروبا، تراجع سهم شركة تصنيع طائرات كبرى بأكثر من 6% بعد تقارير تحدثت عن عيوب في بعض أجزاء طائرات A320، إلى جانب مخاوف أثارتها الشركة في وقت سابق بشأن تأثيرات محتملة للإشعاع الشمسي على أنظمة الطيران.
وفي أسواق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى حدود 4.10%، بينما تراجع مؤشر الدولار قليلًا إلى 99.42.
وفي السلع، صعد خام WTI بنسبة تقارب 1.7% ليصل إلى نحو 59.50 دولار للبرميل، كما ارتفع الذهب بنحو 0.4% ليقف قريبًا من 4,270 دولارًا للأونصة.
أما الأسواق الأوروبية، فقد أنهت جلسة الأمس على انخفاضات متفاوتة، متأثرة بتراجع أسهم الطيران والصناعة والقلق حول المسار الاقتصادي في منطقة اليورو.
وشهدت المؤشرات في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ميلًا نحو الهبوط في ظل تداولات هادئة يغلب عليها الحذر.
وفي آسيا، كان الأداء متباينًا؛ فقد ارتفعت بعض المؤشرات في الصين وهونغ كونغ بدعم توقعات بمزيد من الحوافز الاقتصادية.
في حين تراجعت أسواق اليابان وكوريا الجنوبية نتيجة استمرار الغموض حول مسار السياسات النقدية، خاصة بعد تصريحات مرتبطة باتجاه أسعار الفائدة في اليابان.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
تشير توقعات اليوم إلى استمرار حالة التذبذب في الأسواق العالمية مع ترقب بيانات مهمة تخص التضخم والوظائف في الولايات المتحدة خلال الأسبوع.
وقد تتأرجح الأسهم بين ضغوط جني الأرباح وانتظار مؤشرات جديدة حول الاقتصاد الأمريكي، بينما قد يستفيد الذهب من أي زيادة في المخاطر، وتظل تحركات النفط والدولار مرتبطة بالتطورات الآنية للمعلومات الاقتصادية ومعنويات المتداولين.



.webp)
.webp)


