أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات يوم الأربعاء على ارتفاع قوي، مدعومة بأخبار إيجابية بشأن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة واليابان، ووسط حالة من الترقب لنتائج أرباح الشركات التكنولوجية الكبرى.
وساهم هذا التفاؤل في دفع مؤشرات وول ستريت إلى مستويات قياسية جديدة، رغم استمرار بعض المخاوف بشأن تداعيات الرسوم الجمركية المحتملة على الاقتصاد العالمي.
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.8%، مسجلاً مستوى قياسيًا جديدًا لليوم الرابع على التوالي.
كما صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.6%، ليغلق عند مستوى قياسي للمرة السابعة في آخر ثماني جلسات، بينما قفز مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.1% (ما يزيد عن 500 نقطة)، مقتربًا من تسجيل أول قمة جديدة له منذ ديسمبر الماضي.
وتعززت شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاق تجاري مع اليابان، يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% فقط على الواردات اليابانية، وهو أقل بكثير من النسبة التي كانت مُقترحة سابقًا والبالغة 25%.
وتأتي هذه الخطوة قبيل الموعد النهائي في الأول من أغسطس، الذي من المقرر أن تبدأ فيه الولايات المتحدة بفرض رسوم مرتفعة على شركائها التجاريين الرئيسيين.
أما أسهم الشركات اليابانية المُدرجة في الولايات المتحدة قفزت بقوة، حيث ارتفعت أسهم تويوتا وهوندا بأكثر من 13% لكل منهما.
كما شهدت أسهم شركات السيارات الأمريكية الكبرى مكاسب قوية، إذ صعد سهم ستيلانتس بنسبة 12% وجنرال موتورز بنسبة 9%.
أما على صعيد نتائج الأعمال، فقد ارتفع سهم GE Vernova بنسبة 15% بعد إعلان نتائج تجاوزت توقعات المحللين. وصعد سهم AT\&T بنسبة 1% بفضل أرباح فاقت التوقعات، رغم تباطؤ في نمو مشتركي الإنترنت.
في المقابل، تراجع سهم Texas Instruments بنسبة 13% بعد إصدار توقعات أرباح ضعيفة، فيما سجّل سهم كل من Enphase Energy وFiserv انخفاضًا حادًا بنسبة 14%، متصدرين قائمة الخاسرين ضمن مؤشر S\&P 500.
وشهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى أداءً متفاوتًا، إذ صعدت أسهم نفيديا وبرودكوم بحوالي 2% لكل منهما، وارتفعت ميتا بنسبة 1%، بينما سجلت مايكروسوفت وأمازون مكاسب طفيفة، وانخفض سهم آبل بشكل طفيف.
في تداولات ما بعد الإغلاق، تراجعت أسهم تسلا بعد إعلان نتائج مالية دون التوقعات، بينما ارتفعت أسهم ألفابت بعد إعلان أرباح تجاوزت تقديرات وول ستريت.
في الأسواق الأخرى، تراجعت عملة بيتكوين إلى 118,700 دولار، منخفضة من أعلى مستوى خلال الليل عند 120,300 دولار، لكنها لا تزال قريبة من ذروتها التاريخية عند 123,000 دولار.
وتلقى السوق دعمًا من تشريع أمريكي جديد يهدف إلى إدماج العملات الرقمية في النظام المالي التقليدي.
ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.38%، مقارنة بـ4.34% في جلسة الثلاثاء، ما يعكس توقعات بتشديد محتمل في السياسة النقدية.
وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% إلى 97.20 نقطة، مما يعكس ضغوطًا على العملة بفعل تهدئة التوترات التجارية.
انخفضت أسعار الذهب بنسبة 1.3% إلى 3400 دولار للأوقية، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ منتصف يونيو في الجلسة السابقة.
أما أسعار النفط الخام الأمريكي (WTI)، فارتفعت بنسبة 0.2% إلى 65.40 دولار للبرميل، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها خلال شهر في بداية الجلسة.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الخميس؟
من المتوقع أن تستمر التقلبات في الأسواق الأمريكية اليوم، بالتزامن مع إعلان نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسها تسلا وألفابت، والتي قد تؤثر على شهية المستثمرين نحو المخاطرة.
من المرجح أن يظل الذهب تحت الضغط طالما استمرت التهدئة في التوترات التجارية وارتفعت العوائد على السندات، مما يقلل جاذبيته كملاذ آمن.
قد تستمر عوائد السندات في الارتفاع إذا ما فسرت الأسواق البيانات والتصريحات الرسمية على أنها تمهيد لتثبيت الفائدة لفترة أطول.
استمرار التراجع في الدولار مرهون بتطورات ملف الرسوم الجمركية والمفاوضات التجارية، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي.
قد تشهد بيتكوين بعض التصحيحات قصيرة الأجل بعد اقترابها من مستويات قياسية، لكن الاتجاه العام يظل مدعومًا بالتطورات التشريعية الإيجابية.