
أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات الخميس على ارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي، في اليوم الثاني من الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، حيث سجل كل من داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة.
فقد صعد مؤشر ناسداك بنسبة 0.4%، وارتفع داو جونز بنسبة 0.2%، فيما زاد ستاندرد آند بورز 500 بنحو 0.1%، مع تسجيل قمم تاريخية جديدة خلال التداولات.
ورغم استمرار تعطيل صدور البيانات الاقتصادية الرسمية، ومنها تقرير الوظائف الشهري الذي كان منتظرًا يوم الجمعة، فإن المستثمرين تجاهلوا أثر الإغلاق الحكومي وركزوا على آفاق السياسة النقدية للفيدرالي الذي يجتمع لاحقًا هذا الشهر لبحث خفض الفائدة.
في أسواق السلع والعملات، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.4% ليستقر عند 3880 دولارًا للأونصة بعد أن سجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 3923 دولارًا.
وارتفع مؤشر الدولار 0.2% إلى 97.86 نقطة، في حين تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات بشكل طفيف إلى 4.09%.
وفي أسواق الطاقة، هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة تقارب 2% إلى 60.60 دولارًا للبرميل. أما البيتكوين، فقد واصل مكاسبه بقفزة 3% متجاوزًا 120,900 دولار.
القطاع التكنولوجي كان محور الاهتمام، إذ شهدت أسهم شركات الرقائق ارتفاعات قوية عالميًا بعد إعلان أوبن إيه آي عن شراكتها مع إس كيه هاينكس وسامسونغ في مشروع البنية التحتية "Stargate".
فقد ارتفعت أسهم الأولى 10% والثانية 3.5% في السوق الكورية، بينما صعدت أسهم أمريكية مثل إيه إم دي وبرودكوم وإنفيديا بنسب تراوحت بين 1% و3.5%.
وفي المقابل، تراجعت أسهم تسلا بنحو 5% رغم إعلانها تسليمات فصلية قياسية بلغت 497 ألف سيارة، فيما ارتفعت أسهم ستيلانتس 8% بعد تسجيل أول نمو لمبيعاتها في الولايات المتحدة منذ عامين.
أما أسهم فيرمي فقد هبطت أكثر من 11% بعد مكاسب قوية في أول أيام إدراجها.
من أبرز تحركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500، قفزت أسهم فير آيزاك 18% بعد إعلانها نماذج ائتمانية جديدة تقلل الاعتماد على مكاتب التقارير الائتمانية الثلاث، ما أدى إلى هبوط أسهم ترانس يونيون وإكويفاكس بنسب تجاوزت 8%.
كما انخفضت أسهم أوكسيدنتال بتروليوم 7% عقب إعلان بيركشاير هاثاواي استحواذها على وحدة الكيماويات التابعة لها "أوكسي كيم" في صفقة بلغت 9.7 مليار دولار، وهو أكبر استثمار للشركة منذ 2022.
في أوروبا، أغلقت المؤشرات الرئيسية على ارتفاع محدود بدعم من أسهم التكنولوجيا والقطاع الصناعي، حيث صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة طفيفة بعد تذبذبات مرتبطة بمخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي.
أما مؤشر داكس الألماني وكاك الفرنسي فقد سجلا مكاسب معتدلة، مدعومة بارتفاع أسهم شركات السيارات والطاقة. وفي المقابل، بقيت الضغوط قائمة من ضعف بيانات التضخم وتراجع مؤشرات الثقة.
في آسيا، جاءت النتائج متباينة؛ حيث أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع مع تحسن أداء قطاع التكنولوجيا والصادرات، بينما شهدت الأسهم الصينية تراجعًا طفيفًا نتيجة عمليات جني أرباح بعد موجة صعود طويلة مدعومة بالسياسات الحكومية.
في المقابل، استفادت الأسواق الكورية والهونغ كونغ من الزخم في قطاع الرقائق، إذ قفزت أسهم شركات التكنولوجيا بشكل واضح.
أما على صعيد سوق العمل الأمريكي، فقد أظهر تقرير "تشالنجر غراي آند كريسماس" أن الشركات أعلنت عن إلغاء 54 ألف وظيفة في سبتمبر، بتراجع 37% عن أغسطس، غير أن إجمالي التسريحات في الربع الثالث بلغ 202 ألف وظيفة، وهو الأعلى منذ 2020.
كما تباطأت خطط التوظيف لأدنى مستوى منذ 2009، ما يعكس استمرار الضغوط على سوق العمل.
في الأخبار الخاصة بالشركات التكنولوجية، برزت آبل بخططها لتسريع تطوير نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمنافسة نظارات ميتا، بعد أن أوقفت العمل مؤقتًا على أجهزتها للواقع المختلط. وتستهدف الشركة إطلاق نظارات قادرة على دمج شاشات وكاميرات ومزايا صحية بحلول 2027.
كما واصلت أوبن إيه آي تعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي بعد أن بلغت قيمتها 500 مليار دولار في صفقة أسهم ثانوية، لتصبح أكبر شركة ناشئة في العالم.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
تشير توقعات اليوم إلى استمرار حذر المستثمرين مع غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي، وهو ما قد يحد من حجم السيولة والتقلبات.
كما ستواصل الأسواق التركيز على أداء قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع متابعة تطورات سوق العمل عبر بيانات القطاع الخاص والتقارير البديلة.
ومن المرجح أن تظل الأسهم الأوروبية مستقرة مع ميل صعودي محدود، بينما ستواصل الأسواق الآسيوية تفاعلها مع أخبار شركات الرقائق.
أما أسعار الذهب والنفط فقد تشهد تقلبات إضافية بفعل قوة الدولار من جهة والمخاوف الجيوسياسية من جهة أخرى، في حين يستمر الزخم في سوق العملات الرقمية مدعومًا بالتطورات التنظيمية الإيجابية.






