اختتمت الأسواق الأمريكية تعاملاتها الأسبوعية بجلسة هادئة اتسمت بالتباين في أداء المؤشرات، في وقتٍ يقيّم فيه المستثمرون نتائج أرباح الشركات الكبرى والبيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرًا.
وبينما تواصل وول ستريت التفاعل مع مؤشرات تعافي الاقتصاد الأمريكي، تستعد الأسواق العالمية لانطلاقة أسبوع جديدة تسودها الحذر والتريث، في ظل غياب محفزات اقتصادية واضحة وارتفاع الترقب لما ستؤول إليه نتائج شركات التكنولوجيا العملاقة، إلى جانب استمرار حالة القلق من التوترات التجارية العالمية.
شهدت بورصة وول ستريت جلسة هادئة يوم الجمعة، مع تباين أداء المؤشرات الرئيسية في ختام أسبوع مزدحم بنتائج الشركات والبيانات الاقتصادية.
ورغم البداية القوية للجلسة التي دفعت مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى مستوى قياسي جديد، فإن الزخم سرعان ما تلاشى، لينهي المؤشر اليوم على انخفاض طفيف.
في المقابل، سجل مؤشر "ناسداك" المركب ارتفاعًا هامشيًا أنهى به الأسبوع عند قمة تاريخية جديدة، بينما تراجع "داو جونز" بنسبة 0.3% مع تعرض أسهمه لضغوط بيعية.
أما الأسبوع ككل فقد حمل أداءً إيجابيًا لأسواق الأسهم، حيث ارتفع مؤشر "ناسداك" بنسبة 1.5% بدعم من أسهم التكنولوجيا، بينما حقق "ستاندرد آند بورز" مكاسب بلغت 0.6%، في حين ظل "داو جونز" مستقرًا تقريبًا.
وتجاهل المستثمرون في الغالب المخاوف من السياسات التجارية وركزوا على قوة أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية المتفائلة.
على صعيد المؤشرات الاقتصادية، أظهرت بيانات يوم الجمعة أن ثقة المستهلكين وبدايات بناء المنازل كانت متوافقة مع التوقعات، مما يشير إلى استمرار متانة الاقتصاد الأمريكي.
كما أن التقارير السابقة التي صدرت خلال الأسبوع بشأن التضخم ومبيعات التجزئة عززت الانطباع بأن الاقتصاد لا يزال في وضع جيد، وهو ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للتريث في خفض أسعار الفائدة، نظرًا إلى استمرار المؤشرات على التعافي.
أما في قطاع الشركات، فقد تباين أداء الأسهم بعد صدور نتائج الربع الثاني. سهم "نتفليكس" هبط بنسبة 5% رغم تحقيق أرباح تجاوزت التوقعات ورفع توقعات الإيرادات، ما يعكس مخاوف من تباطؤ نمو المشتركين.
كما انخفض سهم "أمريكان إكسبريس" بأكثر من 2% رغم تسجيل إنفاق قياسي على بطاقات الائتمان، في حين تراجع سهم "3M" بنحو 4% رغم إعلان نتائج قوية.
وعلى الجانب الآخر، ارتفع سهم "تشارلز شواب" بنسبة 3% بعد الإعلان عن أرباح فاقت التقديرات.
أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة واصلت دعم السوق، حيث صعدت أسهم "تسلا"، و"أمازون"، و"أبل"، و"ألفابت"، و"ميتا"، في حين تراجعت "برودكوم"، وسجلت "إنفيديا" و"مايكروسوفت" انخفاضات طفيفة.
في أسواق العملات الرقمية، تراجع البيتكوين قليلًا ليستقر عند نحو 117,700 دولار بعد أن لامس مستوى 121,000 دولار خلال الليل، مدعومًا بتطورات تشريعية في الكونغرس الأمريكي تهدف إلى تنظيم القطاع وإدماجه بشكل أوسع في النظام المالي التقليدي.
وكانت العملة قد سجلت أعلى مستوى لها عند 123,000 دولار مع بداية الأسبوع، بالتزامن مع مناقشة مشاريع قوانين متعلقة بالعملات الرقمية.
في الأسواق الأخرى، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، مقارنة بـ4.46% في الجلسة السابقة، ما يعكس تزايد الطلب على السندات الحكومية.
كما تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% إلى 98.46، بعد أن سجّل أعلى مستوى له في شهر خلال جلسة الخميس.
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.3% لتصل إلى 3,355 دولارًا للأوقية.
بينما تراجعت أسعار النفط الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.4% لتسجل 67.30 دولارًا للبرميل، في ظل تقييم الأسواق لتوازن العرض والطلب العالميين.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين؟
تترقب الأسواق المالية العالمية بداية حذرة لتداولات اليوم الإثنين 21 يوليو 2025، وسط مزاج ترقبي من المستثمرين قبيل صدور نتائج شركات كبرى مثل "ألفابت" و"تسلا" لاحقًا هذا الأسبوع، والتي قد تحدد مسار السوق.
ويُتوقع أن يشهد السوق تحركات محدودة في ظل غياب بيانات اقتصادية مؤثرة اليوم، مع استمرار القلق بشأن الرسوم الجمركية والتوترات التجارية.
في المقابل، يبدي المستثمرون اهتمامًا متزايدًا بالسندات والذهب كملاذات آمنة، بينما يستقر الدولار ويواصل النفط تراجعه الطفيف، في حين يواصل البيتكوين تذبذبه قرب مستويات قياسية.