رغم الهدنة التجارية.. لماذا من الصعب إنهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟

منذ 10 ساعات
تقارير
رغم الهدنة التجارية.. لماذا من الصعب إنهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟

أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الخميس الماضي التوصل لاتفاق تجاري مع الصين، مشيرًا إلى أن لقاءه بنظيره الصيني كان رائع للغاية.

جاء هذا الاتفاق، بعد تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الشهر الماضي، مع تشديد الصين القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وتهديد الولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 100%.

وفي الحقيقة أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بدأت منذ الولاية الأولى للرئيس "دونالد ترامب" وعادت منذ جديد منذ توليه الولاية الثانية في يناير الماضي.

وكان "ترامب" قد اجتمع بنظيره الصيني "شي جين بينغ" هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية، على هامش قمة "أبيك" لوضع إطار معين للهدنة التجارية بين البلدين.

وكشف وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" أن الطرفين توصلا إلى إطار مبدئي لاتفاق يشمل تعليق القيود التي فرضتها الصين مؤخرًا على صادرات المعادن الأرضية النادرة لمدة عام، واستئناف مشتريات فول الصويا من المزارعين الأمريكيين.

ساعدت هذه التصريحات في استقرار الأسواق وسط التفاؤل بالتوصل لاتفاق تجاري نهائي بين أكبر اقتصادين في العالم، قريبًا، لكن تصريحات المسؤولين الصينيين تشير إلى أن ما تم التوصل إليه لا يتجاوز توافقًا أوليًا على عدد من النقاط، دون التوصل لحلول للقضايا الجوهرية، خاصة فيما يخص القيود على الصادرات التكنولوجية.

يرى بعض المحللين أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين لن ينتهي أبدًا، حيث إن الأزمة الحالية ليست مجرد نزاع تجاري فحسب، بل هو صراع نفوذ عالمي، حيث تحاول واشنطن بشتى الطرق تقليل اعتمادها على سلاسل التوريد الصينية، في المقابل تعمل الصين على تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجالات استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية.

وأفاد محللون أن الصراع التجاري بين واشنطن وبكين يحمل طابع تكنولوجي، حيث تسعى إدارة "ترامب" إلى حرمان بكين من التقنيات المتقدمة من خلال قيود تصدير بعض أنواع الرقائق، ومن جانبها ترد بكين بتشديد ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة التي تستخدم في الصناعات الحيوية، والتي تعد ضربة قوية للشركات الأمريكية.

وقال "تييري ويزمان"، خبير العملات والفوائد العالمية لدى "ماكواري كابيتال"، في مذكرة، إن الولايات المتحدة والصين لديهم تاريخ طويل من المباحثات التي تنهار في النهاية حتى بعد التوصل لاتفاق أولي.

وأشار "دانيال يرجين"، نائب رئيس مجلس إدارة "ستاندرد آند بورز جلوبال"، أن الثقة بين البلدين انتهت تمامًا، حيث أصبح كلا الطرفين ينظر إلى الآخر كمنافس استراتيجي يمتلك أدوات ضغط لتحقيق مصالحه.

ويرى "وانج يي وي"، مدير معهد الشؤون الدولية بجامعة "رنمين" في بكين، أن العلاقات بين واشنطن وبكين لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه في الماضي، لكنه أكد على ضرورة تحقيق قدر من الهدوء لضمان استقرار الاقتصاد العالمي بأكمله.

وهذا يعني أن جذور الأزمة بين البلدين ليست اقتصادية كما يبدو، بل هي تنافس بين أكبر سلطتين في العالم على قيادة النظام العالمي، وحتى إذا تم التوصل لاتفاق تجاري، فسيظل رهينة المصالح المتغيرة والتحولات الجيوسياسية والسياسات الحمائية.

المزيد من الاخبار

مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يحذرون: خفض الفائدة قد لا يكون الحل الأمثل للاقتصاد

منذ يوم

ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وماينتظرنا اليوم 31/10: الأسواق العالمية تتراجع مع ضغوط نتائج التكنولوجيا وترقب المسار النقدي الأمريكي.. والذهب والنفط يتلقبان

منذ يوم

ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وماينتظرنا اليوم 30/10: الأسواق العالمية بين ضبابية الفائدة وصعود التكنولوجيا وتراجع الذهب

منذ يومين

ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وماينتظرنا اليوم 29/10: موجة تفاؤل تجتاح الأسواق العالمية.. الأسهم تحلّق والذهب يتراجع ترقبًا لقرار الفيدرالي

منذ 3 أيام

بنك إنجلترا يتجه لتثبيت الفائدة وسط ضغوط التضخم وتباطؤ النمو

منذ 4 أيام

ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وماينتظرنا اليوم 28/10: الأسواق العالمية تواصل الارتفاع بقيادة وول ستريت وسط تفاؤل باتفاق تجاري أمريكي-صيني وتوقعات بخفض الفائدة

منذ 4 أيام

هل سيغادر إيلون ماسك تسلا إذا لم تُعتمد خطة التعويض التريليونية؟

منذ 5 أيام

ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وماينتظرنا اليوم 27/10: موجة تفاؤل تجتاح الأسواق العالمية بعد تباطؤ التضخم الأمريكي وترقب أول خفض للفائدة

منذ 5 أيام