شهد سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة تراجعاً ملحوظاً في الطلبات خلال الأسبوع المنتهي في 26 يوليو، في مؤشر جديد على استمرار حالة عدم اليقين التي تؤثر على قرارات المستهلكين والمستثمرين في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة.
ووفقاً للبيانات الأسبوعية الصادرة عن جمعية مصرفيي الرهن العقاري الأمريكية، انخفض مؤشر طلبات الرهن العقاري بنسبة 3.8% على أساس معدل موسمياً مقارنة بالأسبوع السابق، ما يعكس تراجعاً في وتيرة النشاط في سوق التمويل العقاري.
فيما يتعلق بطلبات إعادة التمويل، فقد سجلت تراجعاً بنسبة 1% خلال نفس الفترة، لكنها لا تزال أعلى بنحو 30% مقارنة بمستواها في نفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس استمرار بعض المقترضين في الاستفادة من تغيرات أسعار الفائدة رغم الأجواء الضبابية.
أما طلبات شراء المنازل فقد تراجعت أيضاً بشكل واضح، وهو ما يعكس إحجام المستهلكين عن الدخول في التزامات طويلة الأجل وسط استمرار التحديات المتعلقة بتكلفة المعيشة وارتفاع أسعار المنازل.
على صعيد أسعار الفائدة، انخفض متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لأجل 30 عاماً بشكل طفيف إلى 6.83%، مقارنة بـ 6.84% في الأسبوع السابق، وهو تحرك طفيف لم يكن كافياً لتحفيز النشاط في السوق العقاري.
أوضح جويل كان، نائب الرئيس ونائب كبير الاقتصاديين في جمعية مصرفيي الرهن العقاري، أن تراجع الطلبات جاء نتيجة ضعف عام في الإقبال على الاقتراض، مشيراً إلى أن حالة الضبابية المحيطة بمستقبل الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل لا تزال تضغط على سلوك الأسر الأمريكية فيما يخص قرارات الشراء والتمويل العقاري.
وتبقى التوقعات المستقبلية لسوق العقارات مرهونة بتوجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في ظل استمرار المخاوف من التضخم وتثبيت أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة نسبياً.
ومن المرجح أن تظل السوق في حالة ترقب حتى تتضح ملامح السياسة الاقتصادية خلال النصف الثاني من العام.