صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من لهجته تجاه ملف الطاقة، موجّهًا دعوة صريحة إلى أوروبا بضرورة التحرّك العاجل لإنهاء اعتمادها على النفط والغاز الروسيين.معتبرًا أن استمرار هذا الارتباط يشكل ثغرة استراتيجية تعزز من قوة موسكو وتحدّ من قدرة الغرب على مواجهة نفوذها.ترامب أوضح أن فرض الرسوم الجمركية على روسيا من جانب واشنطن لا يكفي وحده، وأن غياب خطوات أوروبية موازية في ملف الطاقة يُبقي روسيا في موقع قوة، حيث تستغل العوائد المالية من صادراتها النفطية والغازية لتعزيز اقتصادها وتمويل عملياتها العسكرية.وشدّد على أن المباحثات المقبلة مع القادة الأوروبيين ستركّز على وضع خارطة طريق لتقليص تدريجي لمشتريات الطاقة الروسية وصولًا إلى وقفها الكامل.كما حذّر الرئيس الأمريكي من أن استمرار تدفق العائدات النفطية على موسكو من شأنه إطالة أمد الصراع القائم، داعيًا أوروبا إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الطاقوية عبر الاستثمار الجاد في مصادر بديلة، مثل الطاقة المتجددة، وتوسيع شراكاتها مع موردين آخرين لتأمين احتياجاتها بعيدًا عن النفوذ الروسي.ولم يقتصر ترامب في خطابه على البعد الاقتصادي، بل أكد أن القضية تحمل أبعادًا استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية، إذ ستحدد خيارات أوروبا الحالية مستقبل القارة وعلاقتها مع الولايات المتحدة.وحذّر من أن أي تردد أو انقسام أوروبي في هذا الملف قد يقود إلى تداعيات خطيرة على الأمن العالمي، مشددًا على أن وحدة الموقف الغربي تمثل شرطًا أساسيًا لمواجهة التحديات الروسية.تأتي هذه التصريحات في ظل أوضاع معقدة تشهدها أسواق الطاقة العالمية، حيث لا يزال النفط الروسي يحتفظ بحصة مؤثرة في السوق الأوروبية على الرغم من العقوبات الغربية.ومن المتوقع أن تثير مواقف ترامب نقاشًا واسعًا داخل الاتحاد الأوروبي، بين دول تعتبر النفط الروسي تهديدًا استراتيجيًا وأخرى تواجه صعوبات عملية في الاستغناء عنه بسبب اعتمادها الكبير على هذه الإمدادات.وبذلك، أعاد ترامب ملف الطاقة الروسية إلى صدارة الأجندة الدولية، في محاولة واضحة للضغط على أوروبا لاتخاذ قرارات حاسمة تقلص ارتباطها بموسكو وتضعف قدرة الأخيرة على استخدام صادراتها النفطية كأداة ضغط سياسي واقتصادي.