حذّرت شركة "بلاك روك"، أكبر مدير للأصول في العالم، من أن استمرار تصاعد الديون الحكومية في الولايات المتحدة يشكل تهديدًا مباشرًا لجاذبية الأصول الأمريكية، وعلى رأسها الدولار والسندات طويلة الأجل، ويعزز توجه المستثمرين نحو البحث عن بدائل استثمارية خارج السوق الأمريكية.
وفي تقريرها لتوقعات الدخل الثابت للربع الثالث من عام 2025، الصادر يوم الإثنين، أكدت الشركة أن التوسع المستمر في مستويات الدين الفيدرالي قد يُقوّض المكانة الخاصة التي تتمتع بها الولايات المتحدة في النظام المالي العالمي، محذّرة من أن هذا التراكم إذا لم يُكبح، سيُضعف ثقة الأسواق على المدى الطويل.
وأشار خبراء "بلاك روك" إلى أن الارتفاع الحاد في الدين قد يؤدي إلى فك الارتباط بين عوائد السندات الأمريكية والسياسات النقدية المتبعة، ما يعني احتمال ارتفاع العوائد حتى في حال إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة. وهو ما يُنذر بتعقيد البيئة التمويلية وزيادة تكاليف الاقتراض على الحكومة الأمريكية.
كما لفت التقرير إلى أن زيادة المعروض من السندات الحكومية، نتيجة تزايد احتياجات التمويل، قد تتزامن مع تراجع الطلب من قبل البنوك المركزية العالمية، بما في ذلك الفيدرالي الأمريكي نفسه، ما قد يزيد من الضغوط على سوق السندات.
وفي ضوء هذه التطورات، أوصت "بلاك روك" المستثمرين بتبني استراتيجيات أكثر تنوعًا، تشمل خفض الانكشاف على السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل، والتركيز بدلاً من ذلك على أدوات الدين قصيرة الأجل، التي قد تكون أكثر استفادة من أي تخفيف مرتقب في السياسة النقدية.