ساعد ارتفاع نمو الوظائف في الولايات المتحدة الأسواق المالية إلى المراهنة على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف يتبع خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية خلال الشهر الماضي، وأثارت لغطاً حول ما إذا كان سعر الفائدة سينتهي إلى مستوى أعلى من المتوقع في السابق. كشف تقرير لوزارة العمل يوم الجمعة الماضية أن أصحاب العمل أضافوا نحو 254 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو رقم يفوق بكثير التوقعات، كما تراجع معدل البطالة إلى 4.1 في المائة. في غضون دقائق، ابتعد متداولو العقود الآجلة الذين يبقون على سعر الفائدة الذي يضعه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن الرهانات على خفض آخر كبير في أسعار الفائدة قبل نهاية العام الجاري، واتجهوا بدلاً من ذلك إلى تسعير تخفيضات ربع نقطة مئوية. كما أنهم يسعرون نقطة نهاية لخفض أسعار الفائدة عند مستوى يتراوح بين 3.25 و3.75 في المائة بحلول منتصف العام المقبل، وهو ما يزداد عن نطاق النقطة النهائية الذي يتراوح بين 3.00 في المائة و3.25 في المائة والذي توقعه المتداولون في السابق، ويتراوح النطاق الحالي بين 4.75 و5.00 في المائة. وصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي التقرير بأنه "رائع"، وقال إن المزيد من مثل هذه البيانات القوية عن سوق العمل من شأنها أن توفر له ثقة إضافية في أن الولايات المتحدة وصلت إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في التشغيل الكامل للعمالة وأنها لا تتجه نحو الانهيار. صناع السياسة يريدون خفض أسعار الفائدة خلال العام القادم ورغم ذلك، قال إن صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يحتاجون إلى خفض أسعار الفائدة "بشكل كبير" على مدى الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة للتأكد من أن سوق العمل يبقى قوياً وأن التضخم يستمر في البقاء حول هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، كما حدث في الأشهر الأخيرة. وأضاف، إن معظم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي يرون في الوقت الحالى أن أسعار الفائدة ستستقر ما بين 2.5 و3.5 في المائة، في إشارة إلى التوقعات التي نشرت الشهر الماضي والتي تظهر متوسط توقعات عند 2.9 في المائة ولكن هناك مجموعة من التوقعات حول ذلك. كما أشار إنه إذا استمرت أرقام الوظائف في التحسن بالتزامن مع الناتج المحلي الإجمالي، فقد يعني ذلك استمرار النمو السريع الأخير في الإنتاجية. يرى جولسبي إن هذا بدوره سيشير إلى نقطة نهاية أعلى لسعر الفائدة الذي يعتمده بنك الاحتياطي الفيدرالي، وسيكون نتيجة "مجيدة" لأنه سيشير إلى اقتصاد أقوى بشكل عام. يقول الخبراء إن تقرير الوظائف الذي تم إصداره يوم الجمعة قد يشكل عامل تغيير محتمل لقواعد اللعبة بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات السوق بشأن حجم ووتيرة خفض أسعار الفائدة في المستقبل. تظل التوقعات قيد التغيير قبل اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في السادس والسابع من نوفمبر، والذي سيأتي بعد بيانات جديدة عن التضخم وتقرير شهري آخر عن الوظائف. قالت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي ترسم السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنها تسعى من أجل إعادة معايرة سعر الفائدة مع انخفاض التضخم إلى ما يقرب من هدفه البالغ 2 في المائة وتباطؤ سوق العمل.