رسوم الاتحاد الأوروبي على السيارات الصينية.. هل يقترب العالم من حرب تجارية جديدة؟

رسوم الاتحاد الأوروبي على السيارات الصينية.. هل يقترب العالم من حرب تجارية جديدة؟
أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الماضي عن زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، بالرغم من الجهود التي بذلها الرئيس الصيني "شي جين بينغ" لإقناع بروكسل بعدم اتباع نهج الحكومة الأمريكية المتشدد بشأن التجارة. 
وتم بالفعل تحديد الرسوم المخطط لها، وذلك بعد تحقيق طويل استمر لعدة أشهر في الدعم الصيني، بالرغم من تحذيرات بكين من أن فرض أي رسوم جديدة أو إجراءات عقابية سيؤدي إلى تعطيل التجارة. 
وتختلف الرسوم الجمركية عبر الشركات ولكنها ستصل إلى 48% على شركات صناعة السيارات التي حكم عليها بعدم تعاونها مع تحقيق المفوضية الأوروبية.
وبالرغم من أن هذه النسبة أقل بكثير من نسبة 100% التي فرضتها حكومة "جو بايدن" الشهر الماضي، إلا أنها تمثل تحدي جديد أمام سوق السيارات الصينية التي تنمو بشكل سريع. 
ونددت الحكومة الصينية بالتعريفات الجمركية الجديدة المقررة من قبل دول الاتحاد الأوروبي، ووصفتها بأنها "حمائية صارخة" تفتقر إلى أساس قانوني. 
وأعربت وزارة التجارة الصينية عن استياءها من المخطط الأوروبي لفرض رسوم مؤقتة على واردات السيارات الكهربائية الصينية، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تتجاهل جميع الحقائق وقواعد منظمة التجارة العالمية. 
ولكن لم تحدد بكين كيف يمكن أن يكون ردها على تلك الإجراءات المتشددة، لكنها قالت إنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مصالح البلاد. 
وردًا على تلك الرسوم الجمركية، اقترح عدد من الخبراء الصينيون خيارات تتراوح بين إجراء تحقيق واسع حول منتجات الألبان الأوروبية، وزيادة الرسوم الجمركية على واردات المركبات الأكبر والأكثر فخامة. 
وكانت الصين قد بدأت في يناير الماضي تحقيقًا لمكافحة الإغراق على واردات الكونياك الفرنسي، بسبب دفاع باريس عن تحقيق المركبات الكهربائية. 
يشار إلى أن بكين لم ترد حتى الآن على الرسوم الجمركية الأمريكية، وحذر عدد من خبراء التجارة الصينيين الرئيس "شي جين بيع" من أن دخول معركة تجارية مع واشنطن والرد على الرسوم الجمركية الأخيرة سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
ويرى بعض المحللين أن بكين لا تريد خوض حرب تجارية واسعة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في وقت واحد. 
ومن جانبه، قال كوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، إن القرار الأوروبي سيحد من قدرة المستهلكين الأوروبيين على الوصول إلى البضائع الصينية المنتجة التي تتميز بالجودة العالية والأسعار المنخفضة.
وتابع،" هذا معاملة غير عادلة للشركات الصينية، ونعتقد أن الصين ستتوصل إلى إجراءات مضادة ضد الاتحاد الأوروبي".
وقال محللي مجموعة "روديوم" المتخصصة بالأبحاث الاقتصادية، إن الصين التي تعد أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي،قامت بتصدير سيارات كهربائية بقيمة تبلغ 10 مليار يورو إلى الاتحاد في العام الماضي 2023، مقارنة بإجمالي الصادرات الصينية البالغ 3.4 تريليون دولار، حيث يذهب نحو 500 مليار دولار ما يعني نحو 15 % تقريبًا إلى الاتحاد الأوروبي ومثلها إلى الولايات المتحدة.
يشار إلى أن ألمانيا أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، تقود مجموعة من الدول التي تعارض الرسوم الجمركية الأخيرة، خوفا من رد فعل صيني. 
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن هذا الإجراء "في النهاية يجعل كل شيء أكثر تكلفة، والجميع أكثر فقرا".
وأعلنت العديد من شركات صناعة السيارات الأوروبية رفض تلك الرسوم، وضغطت على حكوماتها للتراجع عن هذه الخطوة. 
وترى بعض الشركات أن إعلان الرسوم الجمركية هو بمثابة "طلقة افتتاحية" في المفاوضات، ويمكن للصين أن تُنهي هذه الحرب التجارية من خلال الموافقة على الحد من الصادرات أو فتح سوقها بشكل أكبر.