
أغلقت المؤشرات الأمريكية تعاملات الخميس على أداء متباين، مع ميل عام للاستقرار، وسط استمرار المتعاملين في تقييم إشارات سوق العمل قبل صدور بيانات التضخم المهمة المنتظرة يوم الجمعة.
فقد سجل مؤشر ناسداك ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2%، في حين أضاف مؤشر S&P 500 نحو 0.1%، بينما تراجع مؤشر داو جونز بشكل محدود بلغ 0.1%.
ورغم هذا الهدوء النسبي، ما يزال كلٌّ من الداو وS&P 500 على مسافة تقل عن 1% من تسجيل مستويات قياسية جديدة، فيما يظل ناسداك قريباً من قمته التاريخية بأقل من 2%.
ويواصل المستثمرون متابعة البيانات الاقتصادية عن كثب في ظل توقع شبه إجماعي بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل.
ولم تُظهر البيانات الصادرة خلال الأيام الأخيرة ما يكفي لتغيير هذه التوقعات؛ إذ كشفت طلبات إعانات البطالة الأسبوعية عن انخفاض أكبر من المتوقع، بينما أظهر تقرير "تشالنجر" أن الشركات الأمريكية أعلنت منذ بداية العام وحتى نوفمبر عن نحو 1.2 مليون عملية تسريح، وهو أعلى مستوى منذ 2020.
وترافق ذلك مع قراءة ضعيفة لتوظيف القطاع الخاص من ADP، ما يزيد حالة الترقب تجاه مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي المقرر صدوره الجمعة.
وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.10% مقارنة بـ4.06% في جلسة الأربعاء، ما يشير إلى عودة بعض الضغوط على تكاليف الاقتراض.
أما في أسواق السلع والعملات، فقد تراجع سعر البيتكوين قليلاً إلى حدود 92,500 دولار، بينما ارتفع مؤشر الدولار إلى 99.06.
وصعدت أسعار النفط الأمريكية بنحو 1.2% لتصل إلى 59.65 دولار للبرميل، فيما تحرك الذهب صعوداً بنسبة 0.2% إلى 4240 دولاراً للأوقية.
وشهدت الشركات الكبرى تحركات ملحوظة، حيث ارتفع سهم "ميتا" بنسبة 3.4% بعد تقارير أفادت بأنها ستقوم بتقليص الإنفاق على مشروعات "الميتفريس".
كما تقدّم سهم "إنفيديا" بنسبة 2.2%. وفي المقابل، قاد سهم "سيلزفورس" مكاسب مؤشر داو جونز بعد إعلان نتائج فصلية قوية وتحديث إيجابي لتوقعاتها المدعومة بنمو منتجات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتباينت تحركات الأسهم بعد الإفصاح عن الأرباح، مع قفزة قوية لسهم "UiPath" بنسبة 24% تقريباً، وارتفاع لأسهم "دولار جنرال"، و"هورميل"، و"فايف بيلو"، بينما تراجع سهم "سنوفليك" بنحو 11%، وهبط "كروغر" بأكثر من 4%.
وفي الأسواق الأوروبية، ساد اتجاه هادئ خلال جلسة الخميس، إذ تحركت المؤشرات الرئيسية ضمن نطاقات ضيقة مع تركيز المستثمرين على بيانات التضخم التي يترقبها الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى متابعة المؤشرات الاقتصادية في منطقة اليورو المتأثرة بتباطؤ النمو الصناعي وارتفاع تكاليف الاقتراض.
وعلى الرغم من غياب الزخم، فقد أظهرت بعض قطاعات الطاقة والتكنولوجيا تحسناً طفيفاً تماشياً مع المعنويات العالمية الأكثر استقراراً.
أما الأسواق الآسيوية، فقد اتسم أداؤها بالتباين خلال جلسة اليوم المبكرة، حيث تعرضت الأسهم الصينية لضغوط محدودة بفعل استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط التحفيز الحكومية المقبلة.
بينما أظهر السوق الياباني ميلاً صعودياً مدعوماً بانتعاش أسهم شركات التكنولوجيا والروبوتات، إلى جانب تحسن توقعات قطاع الصادرات مع استقرار حركة الين.
كما حافظت الأسواق في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ على تداولات متقلبة بين مكاسب محدودة وجني أرباح بعد ارتفاعات الأسابيع الأخيرة.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
وبالنظر إلى جلسة اليوم في الولايات المتحدة، يتوقع المحللون تداولات متحفظة في الساعات الأولى، مع ميل عام لتقليل المخاطر قبل صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي سيحدد إلى حد بعيد اتجاه قرار الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وفي حال جاءت القراءة دون المتوقع، فقد يعزز ذلك موجة التفاؤل الحالية ويدفع المؤشرات للاقتراب أكثر من مستوياتها التاريخية، بينما قد تؤدي المفاجآت التضخمية إلى زيادة التقلبات وعودة بعض الحذر بين المستثمرين.







