شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعات قوية مع ختام جلسات الأسبوع الماضي، حيث سجلت المؤشرات القياسية أرباح للأسبوع الرابع على التوالي، وذلك في ظل تفاؤل الأسواق بشأن اقتراب نهاية سياسة التشديد النقدي الأمريكية. ومع ختام الأسبوع الماضي فقد استقر مؤشر S&P 500 عند المستوى 5303 نقطة بنسبة ارتفاع بلغت 1.54%، أي صعد بمقدار 80 نقطة، كما أنهى مؤشر ناسداك التكنولوجي التداولات الأسبوعية مرتفعا بنحو 345 نقطة، إلى 16685.97 نقطة. كما سجل داو جونز الصناعي أرباحاً أسبوعية بنسبة 1.24% إلى 40003.60 نقطة. وجاءت الارتفاعات القياسية لسوق الأسهم الأمريكية مدفوعة بالانتعاش القوي لشهية المخاطرة للمستثمرين، حيث هبط مؤشر (VIX) لقياس التقلبات بالسوق بنسبة 4.46% لأدنى مستوى له منذ 11 ديسمبر الماضي، ليعكس بذلك انحسار المخاوف وانتعاش معنويات المستثمرين للمخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية. ومن أهم العوامل التي أثارت تفاؤل المستثمرين وانتعاش شهية المخاطرة خلال تداولات الأسبوع الماضي، تتمثل في تباطؤ نمو التضخم الأمريكي لشهر أبريل الماضي، الأمر الذي عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بصدد التعجيل بخطوة خفض أسعار الفائدة وما له من انعكاسات إيجابية على سوق الأسهم الأمريكية في النهاية . حيث أظهرت البيانات الصادرة، عن تباطؤ نمو التضخم الأساسي السنوي إلى 3.6% في أبريل الماضي، وذلك بعدما سجلت 3.8% بشهر مارس الماضي. كما تباطأت وتيرة نمو التضخم العام السنوي ليسجل 3.4% مقابل 3.5% بشهر مارس، وفي نفس الوقت، تباطأ نمو كلا من التضخم الأساسي والعام على أساس شهري، في أبريل، بالمقارنة مع مارس، ليسجل 0.3%. وشهد التضخم في الولايات المتحدة تباطؤ كبير للمرة الأولى منذ الربع السنوي الأول من هذا العام، حيث شهدت مستويات الأسعار تسارع في تلك الأثناء، ما دفع أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للتشكيك في مدى تقييد السياسة النقدية التلميح بإمكانية رفع الفائدة مرة أخرى. وإلى جانب ذلك، ساهم التراجع الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكي في تعزيز الأرباح الأسبوعية لسوق الأسهم الأمريكية بنهاية الأسبوع الماضي، حيث تكبد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات خسارة بنسبة 1.73%، وفي ظل العلاقة العكسية مع الأسهم قد تمكن سوق الأسهم الأمريكية من تحقيق أرباح أسبوعية قوية.