تشير البيانات الصادرة مطلع هذا العام إلى أن المكسيك أصبحت الوجهة الأولى لصادرات السيارات الصينية، وهو تحول بارز يعكس توسع نفوذ شركات صناعة السيارات في الصين على الساحة الدولية.ويأتي هذا التقدم في سوق تُعدّ من بين الأكثر تنافسية في أمريكا اللاتينية، لكنه لم يكن بالضرورة على حساب العلامات الغربية الكبرى، بل استهدف بالأساس الماركات الآسيوية الأخرى التي كانت تملك حصة واسعة في السوق المكسيكية.يوجين شياو، رئيس إستراتيجية الأسهم الصينية في شركة "ماكواري كابيتال"، أوضح في مقابلة مع برنامج "The China Connection" على شبكة CNBC أن ما يحدث في المكسيك ليس تراجعاً للعلامات الغربية أمام الصينية، بل إعادة تشكيل للخريطة التنافسية بين الماركات الآسيوية.وأكد أن السيارات الصينية تقدم مزيجاً من السعر المناسب والمواصفات الجاذبة، وهو ما يفسر نجاحها في جذب المستهلك المكسيكي بشكل متزايد.ويأتي هذا التطور في وقت يتصاعد فيه الجدل حول الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الصينية. فقبل الإعلان عن رسوم جديدة بنسبة 50%، كانت هناك بالفعل تكهنات بفرض رسوم إضافية تصل إلى 25%، ما يشير إلى أن السوق كانت تتوقع مثل هذه الإجراءات.ورغم هذه الزيادات، يرى شياو أن القيمة التي توفرها الشركات الصينية في منتجاتها تبقى نقطة قوة، إذ قد يظل المستهلكون يفضلونها إذا استمرت في تقديم أسعار أقل أو مواصفات متقدمة مقارنة بمنافسيها.هذا الوضع يعكس تحدياً مزدوجاً لشركات السيارات الآسيوية غير الصينية، التي تجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في استراتيجياتها التسويقية والتسعيرية للحفاظ على حصتها في السوق المكسيكية.كما أنه يثير تساؤلات حول مدى فعالية الرسوم الجمركية في كبح انتشار السيارات الصينية، خاصة إذا استطاعت هذه الشركات امتصاص جزء من التكاليف أو تقديم بدائل أكثر إغراءً للمستهلكين.على المدى المتوسط، يبدو أن المكسيك قد تتحول إلى ساحة رئيسية لاختبار قدرة السيارات الصينية على المنافسة العالمية، ليس فقط في مواجهة العلامات الآسيوية، بل أيضاً في استهداف قاعدة أوسع من المستهلكين الذين يبحثون عن مزيج يجمع بين السعر والجودة والتقنيات الحديثة.هذا التوسع يعكس استراتيجية أوسع للصين في تعزيز وجودها في الأسواق الخارجية، مستفيدة من نقاط قوتها في التصنيع واسع النطاق وخفض التكاليف.