تشير التوقعات المتزايدة إلى استمرار تراجع الروبل الروسي خلال الأشهر المقبلة، وسط تصاعد المخاوف من فرض الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على موسكو، الأمر الذي يضع مزيدًا من الضغوط على الاقتصاد الروسي ويهدد استقرار العملة الوطنية.
وبحسب استطلاع أجرته وكالة "رويترز" بمشاركة 14 محللًا اقتصاديًا، يُتوقع أن يفقد الروبل نحو 20% من قيمته خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، ليصل إلى مستوى 100 روبل مقابل الدولار الأمريكي.
وتُعزى هذه النظرة السلبية إلى التوترات الجيوسياسية المتفاقمة، ولا سيما في ظل تلويح إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا وعلى الدول المتعاملة معها، في حال عدم تحقيق تقدم في ملف الأزمة الأوكرانية.
وفي هذا السياق، أوضح ألكسندر بوتافين، المحلل في شركة "فينام"، أن شهر أغسطس قد يكون حاسمًا في تحديد مسار الروبل، نظرًا لاقتراب موعد الإعلان عن تفاصيل العقوبات الأمريكية المحتملة.
وأشار إلى أن شدة العقوبات المرتقبة قد تُحدث ضغوطًا إضافية على العملة الروسية والأسواق المالية، مما قد يؤدي إلى تدهور أوسع في ثقة المستثمرين بالاقتصاد الروسي.
ووفقًا للتوقعات قصيرة الأجل، رجح الاستطلاع أن ينخفض الروبل إلى نحو 83 مقابل الدولار خلال الثلاثين يومًا القادمة، في إشارة إلى مسار هبوطي تدريجي.
ويعتقد معظم المحللين أن الروبل كان يتداول في الفترة الماضية بمستويات تفوق قيمته الحقيقية، وهو ما يستدعي تصحيحًا ليعكس الواقع الاقتصادي الحالي بشكل أدق.
من جانب آخر، ذكرت صوفيا دونيتس، كبيرة الاقتصاديين في بنك "تي"، أن التضخم في أسعار المستهلكين لا يزال يسجل تراجعًا موسميًا خلال فصل الصيف، بينما تواصل مؤشرات سوق العمل والقطاعات الاقتصادية الأساسية أداءها المستقر، ضمن نطاق الاتجاهات المسجلة في الأشهر الأخيرة.
هذه التقديرات تضع الروبل في موقف هش خلال الفترة القادمة، خاصة إذا ما اقترنت التحديات الجيوسياسية بضعف داخلي في مؤشرات النمو أو تصاعد مستويات التضخم في روسيا.