كما كان متوقعًا، قرر صناع السياسة النقدية بالبنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في ختام اجتماع لجنة السوق المفتوحة يوم الأربعاء الماضي، وذلك لأول مرة منذ بداية العام الجاري.ويرى المحللون أن هذا القرار جاء استجابة للتحديات والمخاطر التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في الوقت الحالي، من بينها ضعف سوق العمل المحلية.وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في حديثه عقب انتهاء الاجتماع، إن قرار خفض سعر الفائدة جاء لـ "إدارة المخاطر" على حد وصفه.وتوقع "باول" استمرار ارتفاع الأسعار وعودة الضغوط التضخمية مرة أخرى، بسبب الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.ومن المتوقع على نطاق واسع، أن يكون هناك خفضين إضافيين من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال العام الحالي، مما يقدم دعمًا قويًا للأسواق.كان لقرار خفض الفائدة الأمريكية تأثير قوي على الأسواق العالمية، حيث استفادت بعض الأصول في حين تكبدت الأخرى خسائر.- الأسهم العالميةتباين أداء الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات يوم الأربعاء الماضي، حيث ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.7% ليصل إلى 46076 نقطة، بعدما ارتفع إلى مستوى قياسي غير مسبوق عند 64261 نقطة.في المقابل، تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.33% عند 6587 نقطة، كما انخفض مؤشر "ناسداك" بنحو 08% مسجلًا 22159 نقطة.واختتمت الأسهم الأمريكية تعاملات الأسبوع على ارتفاع، لتسجل مكاسب أسبوعية، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي مدعومة بخفض أسعار الفائدة.كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية عقب قرار خفض الفائدة الأمريكية، لكنها أنهت تعاملات الأسبوع على تراجع وسط مخاوف تصاعد التوترات الجيوسياسية.- الذهبتراجعت أسعار الذهب بشكل قوي خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث هبطت بنحو 1% مع عزوف المستثمرين عن الملاذات الآمنة وإقبالهم على الأصول ذات المخاطر العالية.تأثر الذهب سلبًا بتصرحات "جيروم باول" بشأن التضخم، وتوقعاته باستمرار ارتفاع الأسعار وزيادة الضغوط التضخمية بسبب رسوم "ترامب" الجمركية.وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 3658.25 دولار للأوقية، بعد أن وصل لمستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء عند 3707.40 دولار.وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.2% إلى 3717.8 دولار عند التسوية.وفي الغالب تزداد جاذبية المعدن الأصفر عند تراجع أسعار الفائدة، حيث يقلل انخفاض العوائد تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدا.ولكن هذه المرة، كانت تسببت تحذيرات "باول" بشأن التضخم في إثارة مخاوف المستثمرين ودفعتهم للاتجاه نحو الأسهم والسندات.رغم هذا التراجع مع المتوقع بنسبة كبيرة أن تعاود أسعار الذهب الارتفاع مجددًا لتصل إلى 3800 دولار للأوقية خلال هذا العام، على أن تتجاوز مستوى 4000 دولار العام المقبل.- النفطتراجعت أسعار النفط في ختام جلسة يوم الأربعاء، بعدما أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية، مما أثار مخاوف بشأن الطلب، بالإضافة إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة.وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بنحو 52 سنتا، أو ما يعادل 0.76%، إلى 68.22 دولار للبرميل.كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 47 سنتا، أو 0.73%، لتسجل 64.05 دولارومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط سريعًا أسعار النفط بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة مدعومًا بتوقعات زيادة الطلب العالمي على الطاقة مع اتجاه المركزي الأمريكي نحو تيسير السياسة النقدية.- العملات الرقميةارتفعت العملات الرقمية عقب قرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية، واقتربت بيتكوين من مستوى 118 ألف دولار، لأول مرة في شهر، بعد الخسائر القوية التي تكبدها سوق الكريبتو خلال الأسابيع القليلة الأخيرة.وعزز قرار خفض الفائدة أسعار العملات المشفرة، التي التقطت أنفاسها خلال تعاملات يوم الأربعاء، قبل أن تتراجع مرة أخرى في ختام الأسبوع.- الدولارارتفع الدولار الأمريكي خلال تعاملات يوم الخميس، مسجلًا أكبر مكاسبه اليومية في أسبوعين، مدعومًا بتصريحات "جيروم باول" رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته بشأن صعود التضخم واستمرار ارتفاع الأسعار هذا العام.وأضاف "باول" أن حالة عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس "دونالد ترامب" مؤخرًا على معدل التضخم مازالت مستمرة.وصعد مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى" بنحو 0.35% ليصل إلى 97.23 نقطة، بعدما اقترب من مستوى 97.31 نقطة بزيادة قدرها 0.45%، وهي أكبر زيادة يومية منذ 2 سبتمبر الجاري.