ما حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل خلال 20 شهرًا من الحروب؟

تكبدت إسرائيل خسارة فادحة من العمليات العسكرية التي قامت بها في الفترة الأخيرة، خاصة حربها مع إيران التي استمرت 12 يومًا، حيث أظهرت التقديرات الرسمية وصول خسائر إسرائيل من الحروب إلى 78 مليار دولار.

خسرت إسرائيل حوالي 12 مليار دولار خلال 12 يومًا فقط، جراء المواجهة المباشرة مع إيران، بحسب ما قال المستشار السابق لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

وبحسب تقديرات مصلحة الضرائب الإسرائيلية، خسرت إسرائيل حوالي 275 مليون دولار تكلفة مباشرة للعمليات الدفاعية والهجومية، و275 مليون دولار أخرى تعويضات وممتلكات تم تدميرها.

جاءت هذه الخسائر القوية في الوقت الذي تواصل فيه تل أبيب خوض معاركها العسكرية على أكثر من جبهة، مما أدى لتفاقم الخسائر اليومية وتوسع آثارها لتصل إلى جميع القطاعات الحيوية في البلاد، خاصة البنية التحتية.

ومنذ بداية الحرب إلى الآن، تلقت إسرائيل حوالي 40 ألف طلب تعويض عن أضرار لحقت بالمصانع والشركات والعقارات، ومن المتوقع أن ترتفع لـ 50 ألف طلب في ظل استمرار الحصر والتقييم.

وقامت الجيش الإسرائيلي باستدعاء 300 ألف جندي احتياطي، وتبلغ كلفتهم اليومية نحو 30 مليون دولار، كما أن هناك نحو 15 ألف مواطن إسرائيلي أصبحوا بلا مأوى، حيث يقيموا حاليًا بشكل مؤقت في الفنادق ومراكز الإيواء.

وكشفت التقارير المالية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، أن المواجهات والعمليات العسكرية المستمرة في لبنان وغزة منذ أكتوبر 2023 ساهمت بشكل كبير في زيادة تكلفة الحرب لتصل إلى 78 مليار دولار خلال 20 شهرًا.

ووصل حجم الخسائر المباشرة للعمليات العسكرية في جنوب لبنان وغزة إلى 66 مليار دولار، في الوقت نفسه أعلنت 60 ألف شركة إفلاسها بسبب تعطل الأعمال.

ومع التراجع الحاد في الاستثمارات المحلية والأجنبية نتيجة غياب الاستقرار، تكبد القطاع السياحي خسائر بنحو 3.4 مليار دولار.

وأظهرت تقديرات اقتصادية، أن تكلفة تشغيل الأنظمة الدفاعية في إسرائيل شكلت ضغوطًا متزايدة على الموازنة خلال الفترة الماضية، خاصة مع زيادة الاعتماد على منظومات الردع في ظل التوترات الجيوسياسية.

بلغت تكلفة إطلاق صاروخ واحد من "القبة الحديدية"40 ألف دولار، في حين وصلت تكلفة صاروخ "مقلاع داوود" إلى 700 ألف دولار، بينما بلغت تكلفة ساعة الطيران لمقاتلة F-35 حوالي 10 آلاف دولار.

وهددت هذه النفقات الهائلة على قطاع الدفاع بتقليص الإنفاق على القطاعات المدنية الحيوية، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تحديات مالية.

وبسبب الحروب، تراجعت الاستثمارات الخارجية، وارتفعت تكاليف الشحن بسبب إغلاق مضيق باب المندب، كما تم إغلاق المطارات بشكل مؤقت، وغابت السياحة بشكل شبه كامل، ارتفعت أسعار التأمين الجوي والبحري.

بالتأكيد، تكبدت إسرائيل خسائر باهضة نتيجة حروبها في لبنان وغزة وإيران، وأصبح الاقتصاد الإسرائيلي في اختبار صعب للغاية، ليس بسبب الخسائر المادية فقط، بل الخسارة الأكبر هي عدم ثقة المستثمرين في الأسواق الإسرائيلية.