ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وما ينتظرنا اليوم 11/3: تراجع حاد في الأسواق العالمية وسط قلق من السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب

شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الاثنين تراجعًا حادًا، مما أثار موجة من القلق بين المستثمرين والمحللين على حد سواء. فقد سجلت الأسهم أدنى مستوياتها منذ ستة أشهر، متأثرةً بالشكوك المستمرة حول تأثير السياسات الاقتصادية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية والإجراءات التجارية. هذه التحولات لم تقتصر على الأسواق الأمريكية فحسب، بل طالت الأسواق الأوروبية والآسيوية أيضًا، حيث تأثرت معنويات المستثمرين بشكل ملحوظ. في هذا المقال، سنستعرض أبرز التطورات في أسواق الأسهم، السندات، العملات الرقمية، وأسواق السلع، مع تسليط الضوء على التوقعات المستقبلية لأداء الأسواق في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

شهدت الأسهم يوم الاثنين انهياراً إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، وسط حالة من عدم اليقين المستمر بشأن تأثير السياسات القادمة من إدارة ترامب، والقلق حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي.

شهد مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم أسهم التكنولوجيا، انخفاضًا بنسبة 4%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ سبتمبر 2022، في حين انخفض مؤشر إس & بي 500 بنسبة 2.7%، ليغلق كلا المؤشرين عند أدنى مستوى لهما منذ سبتمبر الماضي. أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد تراجع بنسبة 2.1%، ما يعادل انخفاضًا يقارب 900 نقطة. جاءت هذه الخسائر بعد مكاسب شهدها السوق يوم الجمعة، رغم أنها لا تزال تسجل خسائر حادة للأسبوع.

عادت المؤشرات الرئيسية إلى مستويات ما قبل الانتخابات، حيث تضرر شعور المستثمرين مؤخرًا بسبب القلق من خطط الرئيس ترامب لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق والإجراءات الانتقامية التي أعلنتها دول أخرى. يرى الخبراء أن هذه التعريفات ستؤدي إلى زيادة التضخم، وإبطاء النشاط الاقتصادي، وإلحاق الضرر بالشركات التي تقوم بأعمال تجارية على مستوى العالم.

تصريحات ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي تشير إلى أن إدارته تتحلى بتسامح عالٍ حيال الاضطرابات الاقتصادية القصيرة الأجل وتقلبات السوق، أضافت مزيدًا من القلق للمستثمرين. وفي مقابلة مع "فوكس بيزنس"، لم يستبعد ترامب إمكانية حدوث ركود، مشيرًا إلى أن هناك "فترة انتقالية" ستحدث. وعندما سُئل عن رد فعل السوق السلبي تجاه التعريفات الجمركية، قال: "ما يجب علي فعله هو بناء دولة قوية. لا يمكنك حقًا متابعة سوق الأسهم."

كما تراجعت أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم بشكل عام يوم الاثنين. حيث انخفضت أسهم شركة تسلا (TSLA)، التي تعاني من سلسلة خسائر استمرت سبعة أسابيع، بأكثر من 15%. كما خسر مصنع الرقائق الذكية إنفيديا (NVDA) وأبل (AAPL) نحو 5%، وكذلك شركة برودكوم (AVGO) التي قفزت يوم الجمعة بعد تقرير أرباح قوي. تراجعت أسهم ألفابت (GOOG) وميتا بلاتفورمز (META) بنسبة 4%، بينما انخفضت أسهم مايكروسوفت (MSFT) بنسبة 3% وأمازون (AMZN) بنسبة 2%.

وفي أوروبا، فقد استقرت غالبية الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات الإثنين، بعد أداء سلبي الأسبوع الماضي إثر اضطراب الأوضاع التجارية العالمية نتيجة سياسات "ترامب".

استقر مؤشر "ستوكس يوروب 600" عند 553 نقطة

بينما شهدت الأسواق الآسيوية يوم الاثنين أداءً متباينًا، حيث تراجع مؤشر نيكي 225 في اليابان بنسبة 0.4%، بينما سجل مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.25%. في المقابل، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 0.54%. يعكس هذا التباين استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية، لا سيما التعريفات الجمركية التي أثرت على معنويات المستثمرين في المنطقة.

توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الثلاثاء

تتوقع الأسواق المالية العالمية اليوم الثلاثاء استمرار الأداء الإيجابي للأسهم العالمية، مدعومًا بتراجع أسعار الفائدة وتباطؤ التضخم، مما يعزز أرباح الشركات. ومع ذلك، هناك قلق من أن الأسهم الأمريكية قد تواجه عوائد أقل في الربع الأول من العام بسبب تركز السوق في عدد محدود من الشركات. كما يظل تأثير السياسات التجارية لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب على معنويات السوق مصدرًا للقلق، مما قد يؤدي إلى تقلبات محتملة.

أداء السندات الأمريكية يوم أمس وما هي توقعات اليوم

انخفض عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.22% يوم أمس الاثنين، بعد أن كان 4.32% في إغلاق يوم الجمعة. يأتي هذا الانخفاض في ظل تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد. وكان العائد قد هبط إلى 4.11% الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر الماضي. يؤثر هذا العائد على تكاليف الاقتراض لمختلف القروض، بما في ذلك الرهون العقارية.

تتوقع الأسواق أن يشهد سوق السندات الأمريكية تقلبات اليوم الثلاثاء، في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية الراهنة. يُتوقع أن يرتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.25% بحلول نهاية العام، في حين قد تؤدي التوقعات بتخفيضات أسعار الفائدة إلى جعل السندات خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت. ومع ذلك، من المحتمل أن تؤثر السياسات التجارية لإدارة الرئيس ترامب على معنويات المستثمرين، مما قد يساهم في تقلبات إضافية في السوق.

عقب انخفاض سهم شركة ستراتيجي.. كيف كان أداء بيتكوين يوم الاثنين؟

تراجعت أسهم شركة Strategy (MSTR)، المعروفة سابقًا باسم MicroStrategy والتي تُعد من أكبر حاملي البيتكوين في العالم، بنسبة 17% بسبب هبوط سعر العملة الرقمية. كما انخفضت أسهم منصة تبادل العملات الرقمية Coinbase Global (COIN) ومنصة التداول عبر الإنترنت Robinhood Markets (HOOD) بنسبة 18% و20% على التوالي.

سجل سعر البيتكوين حوالي 79,300 دولار في أحدث تداول له، بعد أن كان قد بلغ 91,000 دولار يوم الجمعة. وقد خسرت العملة الرقمية جزءًا من قيمتها نتيجة خيبة أمل المستثمرين بشأن تفاصيل مقترح ترامب لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين. ورغم الارتفاع الذي شهدته العملة بعد الانتخابات نتيجة التفاؤل بدعم ترامب لها، إلا أنها تتداول الآن بالقرب من أدنى مستوياتها منذ منتصف نوفمبر.

من المتوقع أن يسجل سعر البيتكوين اليوم الثلاثاء مستويات 79,824 دولار، مع انخفاض طفيف بنسبة 3.26% عن الإغلاق السابق. تتباين التوقعات المستقبلية لسعر البيتكوين، حيث يعتقد بعض المحللين أن السعر قد يرتفع في نهاية العام 2025 بفضل زيادة التبني المؤسسي والتطورات التقنية. ومع ذلك، يجب على المستثمرين متابعة الأخبار والتحليلات الحديثة واتخاذ قرارات مدروسة، حيث أن هذه التوقعات ليست مؤكدة.

كيف كان أداء كل من الذهب والنفط يوم أمس الاثنين؟

تراجعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.6% لتصل إلى حوالي 2,900 دولار للأونصة، بينما انخفضت عقود النفط الخام الأمريكي (ويست تكساس الوسيط) بنسبة 1.5% إلى 66.05 دولارًا للبرميل.

توقعات أداء الذهب والنفط اليوم

تتوقع الأسواق أن تشهد أسعار الذهب والنفط اليوم الثلاثاء تقلبات ملحوظة. من المتوقع أن تظل أسعار الذهب تحت تأثير تذبذبات الأسواق العالمية، حيث قد تستمر في التأثر بتغيرات أسعار النفط. أما بالنسبة للنفط، فتشير التوقعات إلى ضغوط هبوطية على الأسعار بسبب فائض العرض، مع توقعات بأن يبلغ متوسط سعر خام برنت 74 دولارًا للبرميل في 2025.

أبرز توقعات الأسواق لأداء الفوركس اليوم الثلاثاء

تتوقع الأسواق اليوم الثلاثاء تقلبات في سوق الفوركس بسبب عدة عوامل. من المتوقع أن تشهد عملة الدولار الأمريكي تحركات كبيرة مع صدور بيانات اقتصادية مثل مؤشر الوظائف الشاغرة (JOLTS) في الولايات المتحدة. قد تؤثر الأخبار السياسية، بما في ذلك العودة المحتملة للرئيس ترامب، بنسبة تصل إلى 1-2% في حركة الدولار. أيضًا، ستلعب التطورات في العلاقات الاقتصادية مع أوكرانيا دورًا في تحريك العملات الرئيسية بنسبة تتراوح بين 0.5-1%.