ملخص الأسواق: ماحدث بالأمس وما ينتظرنا اليوم 19/3: الأسواق العالمية متوترة في ظل تصاعد الحرب في الشرق الأوسط وترقب المزيد من البيانات الاقتصادية الهامة

تشهد أسواق المال العالمية حالة من التقلبات الكبيرة في ظل تأثير مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. ففي ظل تراجع أسهم التكنولوجيا في الأسواق الأمريكية، توقف الانتعاش الذي بدأ حديثًا بعد موجة بيع مكثفة في الأسابيع الماضية. كما تواصل الأسواق الأوروبية تحقيق مكاسب في وقت تشهد فيه الأسواق الآسيوية أداءً متباينًا نتيجة المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية. إضافة إلى ذلك، تشهد أسواق السندات، الذهب، النفط، وسوق الفوركس تقلبات ملحوظة، مما يضع المستثمرين في حالة ترقب دقيقة للتطورات الاقتصادية والقرارات السياسية المقبلة.

وفي هذا المقال، نستعرض أبرز التوقعات لأداء الأسواق اليوم الأربعاء، وتأثير العوامل المختلفة على تحركات الأسواق المالية العالمية.

تراجعت الأسهم بشكل حاد يوم الثلاثاء، متأثرة بهبوط أسهم التكنولوجيا، حيث توقفت أسواق الأسهم الأمريكية عن تحقيق التعافي الذي بدأ حديثًا بعد بيع مكثف استمر لمدة شهر.

أنهت مؤشرات داو جونز الصناعي وS&P 500 الجلسة بانخفاض بلغ 0.6% و1.1% على التوالي، في حين فقد مؤشر ناسداك المركب الثقيل بالتكنولوجيا 1.7%. وجاءت هذه التراجعات بعد أن شهدت الأسواق في اليومين السابقين موجة من التعافي، بعد التراجعات الحادة التي أدت إلى دخول مؤشر S&P 500 في تصحيح الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عام 2023.

ومنذ بداية هذا الأسبوع، كانت مؤشرات S&P 500 وناسداك قد تراجعت لأربعة أسابيع متتالية، حيث كانت معنويات المستثمرين قد تأثرت من حالة من عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية المحتملة والمخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون متجهًا نحو ركود.

ومن أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع هو الاجتماع الذي يستمر لمدة يومين للجنة تحديد السياسة في الاحتياطي الفيدرالي، الذي بدأ يوم أمس الثلاثاء. وبينما لا يتوقع المحللون أي تغيير في أسعار الفائدة، سيركز المشاركون في السوق على تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد الاجتماع يوم الأربعاء، بالإضافة إلى التوقعات الاقتصادية ربع السنوية التي سيكشف عنها أعضاء اللجنة.

على الصعيد المؤسسي، تستضيف شركة إنفيديا (NVDA) هذا الأسبوع مؤتمر GTC، الذي يُعد أبرز حدث سنوي في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد عرض الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانغ، خلال خطاب رئيسي له اليوم رقائق وتقنيات جديدة وشراكات، وهي العروض التي كان المستثمرون يأملون أن تكون دافعًا لزيادة سعر السهم. إلا أن أسهم إنفيديا تراجعت بنسبة 3.4%، متصدرة قائمة الأسهم الهابطة في مؤشر داو، حيث امتدت خسائر السهم بعد تصريحات هوانغ.

كما تراجعت أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى بشكل عام. فقد انخفضت أسهم تسلا (TSLA) بأكثر من 5%، مما أضاف إلى الانخفاض الكبير الذي شهدته الشركة، حيث فقدت أكثر من نصف قيمتها السوقية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كما انخفضت أسهم ألفابت (GOOG) بنسبة 2% بعد إعلانها عن صفقة بقيمة 32 مليار دولار للاستحواذ على شركة وايز لتأمين السحابة، وهو أكبر استحواذ في تاريخها. وتراجعت أسهم ميتا (META) بنحو 4%، بينما فقدت أسهم شركات أبل (AAPL)، ومايكروسوفت (MSFT)، وأمازون (AMZN)، وبروادكوم (AVGO) أيضًا جزءًا من قيمتها.

وفي أوروبا، فقد ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي، مع متابعة المستثمرين التطورات السياسية الرامية لتعزيز الإنفاق الدفاعي في أكبر اقتصادات منطقة اليورو.

وعند إغلاق تداولات الثلاثاء، صعد المؤشر الأوروبي "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.6% عند 554.3 نقطة.

كما شهدت الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء أداءً متباينًا، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم في اليابان، مع انخفاض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 2.17% بسبب هبوط أسهم التكنولوجيا وارتفاع الين. في المقابل، حققت بعض الأسواق مكاسب مؤقتة مدفوعة بتفاؤل حول بيانات المصانع الصينية، لكن هذه المكاسب تراجعت بسبب المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية.

توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الأربعاء

تتوقع الأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء، استمرار التأثر بعدة عوامل رئيسية، أبرزها اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتوقعات قراراته بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى مؤتمر نفيديا السنوي الذي قد يؤثر على قطاع التكنولوجيا. كما تشير التوقعات إلى أن مؤشر S&P 500 قد يشهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2025، مدفوعًا بنمو أرباح الشركات وتراجع أسعار الفائدة.

كيف كان أداء السندات الأمريكية يوم أمس وما هي توقعات اليوم؟

انخفض عائد السندات الحكومية الأمريكية لمدة 10 سنوات، الذي تراجع في الأسابيع الأخيرة نتيجة تزايد قلق المستثمرين بشأن الاقتصاد، ليصل إلى 4.29%، مقابل 4.31% عند إغلاق يوم الاثنين.

من المتوقع أن يشهد سوق السندات الأمريكية يوم الأربعاء تقلبات، حيث يتأثر بتوقعات اقتصادية تشير إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي وارتفاع التضخم نتيجة لزيادة الرسوم الجمركية وعدم اليقين في السياسات التجارية. كما يتوقع بعض المحللين أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مرتين هذا العام.

كيف أثر تراجع سهم شركة مايكروستراتيجي على أداء البيتكوين يوم أمس؟

تراجعت أسهم شركة استراتيجي(MSTR)، المعروفة سابقًا باسم مايكروستراتيجي والتي تُعد أكبر حامل مؤسسي للعملة الرقمية بيتكوين في العالم، بنحو 4% بسبب انخفاض سعر العملة الرقمية. كما شهدت أسهم منصة تبادل العملات الرقمية كوينباس (COIN) وشركة تعدين بيتكوين مارا هولدينغز (MARA) انخفاضًا بنسبة 4% و7% على التوالي. وكان سعر البيتكوين يتداول مؤخرًا عند 81,900 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في الليلة السابقة عند 84,500 دولار.

توقعات الأسواق لأداء سعر البيتكوين اليوم الأربعاء

تشير التوقعات الحالية إلى أن سعر البيتكوين قد يشهد تقلبات يوم الأربعاء، حيث يتداول حاليًا حول 82,975 دولارًا مع انخفاض طفيف بنسبة 0.00005%. يتوقع أن يستمر السعر في التذبذب بين 81,177 دولارًا و83,438 دولارًا خلال اليوم.

كيف كان أداء كل من الذهب والنفط يوم أمس؟

صعدت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.2% لتصل إلى 3,040 دولارًا للأونصة، بالقرب من أعلى مستوى تاريخي لها، في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي للنفط، بنسبة 1.3% لتسجل 66.70 دولارًا للبرميل.

توقعات الأسواق لأداء الذهب والنفط اليوم الأربعاء

من المتوقع أن يواصل الذهب والنفط أداؤهما القوي يوم الأربعاء. حيث سجلت أسعار الذهب 3,040 دولارًا للأونصة، قريبًا من أعلى مستوياتها التاريخية، مع توقعات بارتفاعها إلى 3,100 دولار خلال الأشهر القادمة. في المقابل، تراجعت أسعار النفط، حيث بلغ خام غرب تكساس الوسيط 66.70 دولارًا للبرميل، مع توقعات بتقلبات بسبب العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، مع احتمالية بقاء الأسعار بين 65 و80 دولارًا للبرميل.

أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الأربعاء

من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس يوم الأربعاء تقلبات نتيجة لعدة عوامل رئيسية، أبرزها تطورات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، والتأثيرات الجيوسياسية، وأسعار السلع الأساسية. قد تشهد عملات مثل اليورو والدولار الأمريكي (EUR/USD) والجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي (GBP/USD) تقلبات بنسبة 1-2% بناءً على البيانات الاقتصادية والتطورات السياسية. كما يتوقع أن تتأثر العملات مثل الدولار الكندي والريال السعودي بتقلبات أسعار النفط، مع احتمالية تحرك السوق بنسبة 0.5-1%.