
شهدت الأسواق الأميركية ارتفاعاً ملحوظاً في ختام جلسة الثلاثاء، حيث قاد مؤشر داو جونز الصناعي المكاسب ليغلق على مستوى قياسي جديد بعد ارتفاعه بنحو 560 نقطة، أي بنسبة 1.2%، مدعوماً بتفاؤل المستثمرين بقرب انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
أما مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فقد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.2%، في حين تراجع مؤشر ناسداك المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا بنسبة 0.3% بعد ضغوط بيعية على أسهم شركات التقنية الكبرى.
جاء هذا الأداء الإيجابي في ظل مؤشرات على اقتراب التوصل إلى حل للأزمة السياسية في واشنطن، بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون لتمويل الحكومة وإنهاء الإغلاق المستمر منذ 42 يوماً، على أن يُطرح التصويت النهائي في مجلس النواب خلال الأيام المقبلة. وقد عززت هذه الأنباء شهية المستثمرين للمخاطرة، مما انعكس على أداء الأسهم الصناعية والرعاية الصحية.
تصدر قطاع الرعاية الصحية المكاسب داخل مؤشر داو جونز، حيث ارتفعت أسهم شركات مثل ميرك وأمجين بنحو 5%، بينما صعد سهم نايكي بحوالي 4%.
وفي المقابل، كانت أسهم التكنولوجيا هي الأضعف أداءً، إذ تراجع سهم إنفيديا بنسبة 3% بعد إعلان شركة سوفت بنك اليابانية بيع كامل حصتها في الشركة، ما أثار موجة من جني الأرباح في قطاع أشباه الموصلات. كما انخفض سهم أدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) بعد فعالية المستثمرين الخاصة بها، في حين تراجعت أسهم ميتا وتسلا بأكثر من 1% لكل منهما.
وفي أسواق السلع، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها الطفيف لتصل إلى نحو 4130 دولاراً للأونصة، بعدما لامست مستويات 4155 دولاراً في وقت سابق من اليوم، وهو أعلى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.5% لتسجل قرابة 61 دولاراً للبرميل، بدعم من توقعات بانخفاض الإمدادات العالمية.
أما الدولار الأميركي فقد تراجع هامشياً أمام سلة العملات الرئيسية، بينما بقيت أسواق السندات مغلقة بسبب عطلة يوم المحاربين القدامى.
في آسيا، فقد جاءت تداولات الأربعاء متباينة، إذ استمدت بعض الأسواق دعماً من التفاؤل الأميركي بينما تأثرت أخرى بمخاوف تباطؤ النمو في الصين.
فقد ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بدعم من مكاسب في أسهم الشركات المالية والطاقة، بينما تراجع مؤشر شنغهاي المركب متأثراً بتراجع الطلب المحلي. وفي هونغ كونغ، استقرت المؤشرات الرئيسية بعد موجة من التقلبات المرتبطة بقطاع التكنولوجيا.
وفي أوروبا، افتتحت المؤشرات تعاملاتها على ارتفاعات طفيفة مدفوعة بتحسن المعنويات العالمية. صعد مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك الفرنسي بدعم من أسهم البنوك والطاقة، فيما ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني مع تعافي أسعار النفط وتراجع الجنيه الإسترليني.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق الأوروبية حذرة وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل في منطقة اليورو وارتفاع مستويات التضخم.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
من المتوقع خلال تعاملات اليوم الأربعاء استمرار حالة التفاؤل الحذر في الأسواق، خاصة إذا أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع تمويل الحكومة بشكل نهائي.
وقد يؤدي ذلك إلى استقرار في مزاج المستثمرين وعودة التركيز إلى البيانات الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع، مثل بيانات التضخم وطلبات إعانة البطالة.
ومع تراجع أسهم التكنولوجيا بعد صعود قوي خلال الأسابيع الماضية، قد تنتقل السيولة نحو القطاعات الدفاعية والرعاية الصحية والسلع الأساسية.
كما يُتوقع أن يظل الذهب مدعوماً بالضغوط على الدولار، فيما قد تشهد أسواق الطاقة مزيداً من المكاسب إذا استمر التوجه نحو خفض الإمدادات.

.webp)




