.webp)
تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس الخميس مع تفاعل المستثمرين مع نتائج أرباح عدد من شركات التكنولوجيا العملاقة، بينما ينتظر السوق المزيد من التقارير المالية بعد إغلاق الجلسة.
فقد أغلق مؤشر ناسداك، ذو الثقل التكنولوجي، منخفضًا بنسبة 1.6%، في حين خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 1%، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.2%.
يأتي ذلك بعد أن سجلت المؤشرات الثلاثة مستويات قياسية جديدة خلال جلسة الأربعاء قبل أن تتراجع، عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي أوضح أن خفضًا إضافيًا للفائدة في ديسمبر "ليس أمرًا محسومًا على الإطلاق"، بعد أن قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية.
شهدت الجلسة أيضًا إعلان نتائج عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى. فقد ارتفعت أسهم ألفابت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 2.5% لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا بعدما تجاوزت للمرة الأولى حاجز 100 مليار دولار من الإيرادات الفصلية.
وفي المقابل، هبطت أسهم ميتا بنحو 11% ومايكروسوفت بنحو 3%، مما ضغط على المؤشرات الأمريكية نحو الهبوط.
وبعد إغلاق جلسة الخميس، كشفت كل من آبل وأمازون عن نتائجها الفصلية، حيث أنهت آبل الجلسة مرتفعة بنسبة 0.6% لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا، بينما تراجعت أمازون بنحو 3%، قبل أن ترتفع أسهم الشركتين في تداولات ما بعد الإغلاق استجابةً للأداء المالي القوي.
وعلى الصعيد السياسي والاقتصادي الخارجي، لفت الأنظار الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية.
وأعلن ترامب عقب اللقاء أن الولايات المتحدة ستخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية بنسبة 10%، مقابل تعهد الصين باتخاذ "إجراءات قوية" ضد المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل، كما وافقت بكين على تخفيف القيود على صادرات المعادن النادرة واستئناف شراء كميات كبيرة من فول الصويا الأمريكي.
هذا التطور الإيجابي في العلاقات التجارية ساهم في تهدئة المخاوف بشأن التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
في أسواق السندات والعملات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.09%، بينما صعد مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% إلى 99.54 نقطة.
في المقابل، شهدت أسواق السلع تحركات متباينة، حيث ارتفع الذهب بنسبة 0.9% إلى نحو 4040 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت أسعار النفط الخام الأمريكي الخفيف بنسبة 0.3% لتصل إلى 60.30 دولارًا للبرميل.
أما البيتكوين، فقد تراجعت عن أعلى مستوياتها اليومية لتتداول حول 106,500 دولار بعد أن لامست مستوى 111,800 دولار.
وعلى صعيد الشركات، تراجعت أسهم إنفيديا بنسبة 2% رغم كونها أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 5 تريليونات دولار.
كما هوت أسهم تشيبوتلي بنحو 17% بعد أن خفضت الشركة توقعاتها لمبيعات المطاعم المماثلة، مشيرة إلى تراجع زيارات العملاء، في حين هبطت أسهم سبروتس فارمرز ماركت بأكثر من 25% نتيجة ضعف مبيعاتها الفصلية.
وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركة إيلي ليلي بنحو 4% بعد أن رفعت الشركة توقعاتها السنوية بفضل نتائج فصلية أقوى من المتوقع، كما قفزت أسهم شركة ألين تكنولوجي بنحو 5% بعد أن أعلنت عن أرباح فاقت التقديرات.
وفي الأسواق العالمية، سجلت الأسهم الآسيوية أداءً متباينًا خلال تعاملات اليوم، إذ تراجع مؤشر شنغهاي الصيني بنحو 0.3%، فيما شهدت بقية الأسواق الآسيوية تداولات متقلبة متأثرة بحالة الحذر في وول ستريت.
أما في أوروبا، فقد مالت المؤشرات إلى الانخفاض وسط ضغوط ناتجة عن استمرار التوترات الاقتصادية العالمية وتوقعات بسياسات نقدية أكثر تشددًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
تتجه التوقعات اليوم نحو استمرار الحذر في الأسواق مع ترقب المزيد من نتائج أرباح الشركات الكبرى، إلى جانب انتظار المستثمرين لأي تصريحات جديدة من مسؤولي البنوك المركزية قد توضح مسار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
كما يراقب المتعاملون تطورات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي باتت تلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاهات المخاطرة العالمية.
ومن المتوقع أن يبقى الدولار قويًا والعائد على السندات الأمريكية مرتفعًا نسبيًا، بينما تميل أسواق الأسهم إلى التذبذب حتى تتضح الصورة الاقتصادية بشكل أكبر في الأسابيع القادمة.





