شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا يوم الجمعة بعد موجة صعود قوية دفعت المؤشرات الرئيسية إلى مستويات قياسية.
فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.2%، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6%، فيما كان التراجع الأكبر من نصيب مؤشر ناسداك المركب الذي هبط بنسبة 1.2%.
يأتي هذا بعد أن أغلق داو جونز وستاندرد آند بورز عند مستويات قياسية يوم الخميس، بينما أنهى ناسداك الجلسة قريبًا من تسجيل مستوى قياسي جديد.
ورغم تراجع جلسة الجمعة، أنهت المؤشرات الثلاثة شهر أغسطس على مكاسب قوية للشهر الرابع على التوالي.
تركز اهتمام المستثمرين على بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المؤشر المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم.
وأظهرت البيانات أن الأسعار ارتفعت بنسبة 2.6% على أساس سنوي حتى يوليو، دون تغيير عن القراءة السابقة ومتوافقة مع التوقعات.
وعلى الرغم من إبقاء الفيدرالي أسعار الفائدة مستقرة منذ بداية 2025 وسط ضبابية تأثير الرسوم الجمركية على التضخم، فقد لمح جيروم باول الأسبوع الماضي إلى احتمال خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر إذا استمرت الظروف الاقتصادية في التباطؤ.
على صعيد الأسهم القيادية، تعرضت شركات التكنولوجيا الكبرى لضغوط واسعة. حيث تراجعت أسهم إنفيديا بأكثر من 3% بعد نتائج أرباح مخيبة للتوقعات، بينما هبطت تسلا وبروادكوم بنحو مماثل.
كما سجلت ميتا انخفاضًا يقارب 2% وأمازون 1%، في حين تراجعت مايكروسوفت وآبل بشكل طفيف، بينما ارتفعت أسهم ألفابيت بشكل محدود.
قطاع أشباه الموصلات كان الأضعف أداءً، إذ هبط مؤشر PHLX Semiconductor بأكثر من 3%.
وقادت مارفيل التراجعات بهبوط حاد بلغ 18% بعد توقعات مبيعات ضعيفة، فيما انخفضت أسهم AMD وLam Research بأكثر من 3%، وتراجعت Applied Materials بأكثر من 2%.
كما سجلت شركة ديل خسارة تقارب 9%، وهو أكبر تراجع ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بعد إعلان توجيه أرباح مخيب، رغم نتائج فصلية جيدة.
في المقابل، صعدت أسهم Autodesk بنسبة 9% لتقود مكاسب المؤشر، بينما ارتفعت Affirm بالقدر نفسه بعد نتائج إيجابية.
وفي أسواق العملات الرقمية، تراجع سعر البيتكوين إلى نحو 107,800 دولار بعد أن لامس مستوى 112,600 دولار ليلًا، مسجلًا أدنى مستوى له منذ أوائل يوليو، بعد أن كان قد سجل ذروة تاريخية فوق 124,000 دولار قبل أسبوعين فقط.
أما في أسواق السلع، فقد ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.2% لتصل إلى 3,515 دولارًا للأوقية، مقتربة من مستوياتها القياسية، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.9% إلى 64 دولارًا للبرميل بعد مكاسب استمرت يومين.
وعلى صعيد السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.23% من 4.21%.
توقعات اليوم تشير إلى استمرار حالة الحذر في الأسواق، مع ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع والتي قد تحدد المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
من المرجح أن يظل قطاع التكنولوجيا تحت ضغط بيعي في ظل ضعف نتائج شركات أشباه الموصلات، بينما قد يحافظ الذهب على زخمه كملاذ آمن في ظل تزايد التوقعات بخفض الفائدة.
أما البيتكوين، فقد يواجه ضغوطًا إضافية إذا استمرت عمليات جني الأرباح عند المستويات الحالية، مع إمكانية اختبار مستويات الدعم قرب 105,000 دولار.