تكبدت العملات الرقمية خسائر واسعة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتتخلى عن المكاسب القوية التي سجلتها في نهاية أغسطس، والمستويات القياسية التي بلغتها وسط حالة من التفاؤل دفعت المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
كانت العملات الرقمية قد حققت مكاسب قوية، واقتربت البيتكوين بقوة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث تجاوزت 123 ألف دولار، كما ارتفعت إيثريوم، ثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، لأعلى مستوى لها في التاريخ.
وبشكل مفاجئ، شهد سوق العملات المشفرة موجة هبوط واسعة، تسببت في تراجعات حادة في أسعار العملات الرقمية، لتتداول بيتكوين دون 110 ألف دولار.
وهيمن الحذر على تعاملات المستثمرين، وسط ترقب بيانات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة، لكن لم تتكبد أسواق المال الأخرى مثل هذه الخسائر.
وعلى عكس التوقعات، خسرت العملات الرقمية جزء كبير من قيمتها خلال الأيام القليلة الماضية، في حين كان من المتوقع أن تسجل مكاسب هائلة خلال العام، خاصة في ظل السياسات الأمريكية الداعمة للأصول المشفرة.
ولكن من المعروف أن التقلبات الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على مسار الأسواق العالمية، وهذا ما حدث في سوق الكريبتو، حيث تأثرت العملات المشفرة بالتوترات التجارية والبيانات الضعيفة.
ومن أهم العوامل التي أثرت على سوق العملات الرقمية خلال الفترة الأخيرة:-
- عودة التوترات التجارية
أقبل المستثمرون بشكل واسع على الملاذات الآمنة مثل الذهب، مع عودة التوترات التجارية من جديد، بعدما رفعت الحكومة الأمريكية الرسوم الجمركية على الهند إلى 50%، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وبحسب البيانات الرسمية، سحبت المؤسسات الأجنبية حوالي 34,993 روبية هندية من الأسواق خلال الشهر الماضي، وهو أكبر تدفق خارجي سلبي شهري منذ مطلع العام الجاري.
ويرجع ذلك إلى انخفاض أرباح الشركات وقلق المستثمرين من تصاعد حدة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
- بيانات مخيبة للآمال
أظهرت البيانات تراجع نشاط المصانع في عدة دول من بينها اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة، نتيجة ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية.
وفي الولايات المتحدة، كشفت بيانات وزارة العمل إضافة 22,000 وظيفة فقط في أغسطس الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى إضافة 75 ألف وظيفة، مما أثار مخاوف المستثمرين من تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، وعززت احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر الجاري.
- ترقب قرار الفيدرالي بشأن الفائدة
تترقب الأسواق عن كثب قرار صناع السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل المقرر انعقاده يومي 16 و17 سبتمبر، مما جعل الحذر يهيمن على تعاملات المستثمرين.
- عمليات التصحيح وجني الأرباح
من أهم الأسباب التي دفعت العملات الرقمية للهبوط خلال الأيام الماضية، هي عمليات التصحيح وجني الأرباح من مستويات قياسية.
أدت هذه العمليات إلى تراجع سعر عملة إيثريوم بنسبة 3.8% في الأسبوع الماضي، ليتم تداولها عند مستوى 4.322 دولار، مع استمرار التدفقات الخارجة من صناديق المؤشرات المتداولة.
ومنذ بداية الشهر الجاري، خسرت إيثريوم أكثر من 7% من قيمتها لتصل إلى 4,380 دولار، في حين سجلت بيتكوين خسائر فادحة لتصل في وقت سابق من تعاملات سبتمبر الجاري إلى 107,400 دولار.
واستقر سعر البيتكوين عند مستوى 111 ألف دولار، لكنها كانت تتحرك في نطاق ضيق للغاية، حيث لم تتجاوز مستوى 113 ألف دولار.