ترامب يُصعّد هجومه على باول ويُلوّح باستبداله قبل نهاية ولايته

في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها خلال مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداته لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مشيرًا إلى نيته تعيين بديل له مع اقتراب نهاية ولايته في مايو 2026.

ولمّح ترامب إلى أنه قد يدرس خيار عزله قبل ذلك الموعد، دون أن يحسم الأمر بشكل نهائي، مضيفًا: "أعرف، من بين ثلاثة أو أربعة أشخاص، من سأختاره. سينتهي أمره قريبًا، ولحسن الحظ، لأنني أعتقد أنه سيئ للغاية".

ولم تقتصر تصريحات ترامب على الجوانب السياسية، بل تجاوزت ذلك إلى الطعن في الكفاءة الذهنية لباول، واصفًا إياه بأنه "شخص عادي جدًا من الناحية العقلية"، في إشارة مباشرة إلى افتقاده للقدرات القيادية في وقت حرج للاقتصاد الأميركي.

ويأتي هذا التصعيد الجديد في سياق تاريخ طويل من التوتر بين ترامب وباول، إذ سبق أن وصفه ترامب بـ"بطيء الاستجابة" في إشارة إلى تأخره في اتخاذ خطوات لخفض أسعار الفائدة، كما ألمح سابقًا إلى رغبته في عزله، قبل أن يتراجع عقب ردود فعل سلبية من الأسواق المالية.

وجاءت هجمات ترامب الجديدة بعد يوم واحد فقط من شهادة باول أمام الكونغرس، التي اتسمت بالحذر، حيث أوضح فيها أن السياسة النقدية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لتقييم تأثيراتها على الاقتصاد، مؤكدًا أن الفيدرالي "في وضع يسمح له بالانتظار ومعرفة المزيد قبل اتخاذ قرارات بشأن خفض الفائدة".

وقد تباين هذا الطرح مع تصريحات بعض مسؤولي الفيدرالي، الذين أبدوا استعدادهم لدعم خفض للفائدة في يوليو إذا استمرت مؤشرات التضخم في التراجع.

وعلى الجانب الآخر، يواصل ترامب الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، داعيًا إلى تقليصها بمقدار نقطة مئوية واحدة على الأقل. ويرى أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن توفّر على الحكومة الفيدرالية مبالغ ضخمة من تكاليف خدمة الدين، وقد تصل هذه الوفورات - حسب تقديره - إلى تريليون دولار.

تصريحات ترامب أثارت مجددًا التساؤلات حول استقلالية البنك المركزي الأميركي، في وقت تواجه فيه الأسواق حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية وسط تباطؤ التضخم وبيانات اقتصادية متباينة.