كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع قرار "موديز" المفاجئ بخفض تصنيف الولايات المتحدة؟

أعلنت وكالة "موديز" للتصنيف الائتمانى، الجمعة، خفض تصنيف الولايات المتحدة من A إلى 1 بفعل ارتفاع الدين بشكل كبير وزيادة تكاليف الفائدة.

وقالت الوكالة إن الحكومات الأمريكية المتعاقبة والكونجرس لم يتمكنوا من الاتفاق على تدابير لتغيير اتجاه العجز المالي السنوي والزيادة الهائلة في تكاليف الفائدة.

وكانت وكالة "فيتش" قد أعلنت في أغسطس 2023 خفض تصنيفها الائتماني للولايات المتحدة بمقدار درجة واحدة، وأرجعت ذلك إلى التدهور المالي المتوقع والمفاوضات المستمرة بشأن سقف الدين، وهو ما يهدد قدرة الحكومة على سداد ديونه.

عقب هذا القرار ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، في حين تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بفعل تراجع الدولار بشكل قوي، وسط تزايد المخاوف بشأن الدين العام الأمريكي وارتفاع العجز.

وصعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا بأكثر من 10 نقاط أساس ليسجل 5.021 كما ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنفس القدر ليصل إلى 4.542%.

كما زادت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بأكثر من نقطتين أساس ليصل إلى 4%.

وبالنسبة لأسواق الأسهم انخفضت الأسهم الأوروبية والآسيوية خلال تعاملات اليوم، مع تأثر معنويات المستثمرين وترقب تداعيات قرار وكالة "موديز".

وزاد القلق بشأن الدين الأمريكي الذي يبلغ حاليا 36 تريليون دولار، مع اقتراب الحزب الجمهوري من تمرير حزمة واسعة من التخفيضات الضريبية، حيث يرى المحللون أنها قد تضيف مابين3إلى 5 تريليونات دولار إلى الدين خلال الـ 10 سنوات المقبلة.

كما تأثرت الأسواق العالمية بالبيانات الاقتصادية الضعيفة والمخيبة للآمال التي صدرت اليوم في الصين، والتي أكدت أن ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم مازال يواجه تحديات قوية وصعوبات عديدة.

وسجلت الأسهم العالمية بشكل عام خلال تعاملات اليوم، حيث تراجع المؤشر الرئيسي لعموم أوروبا "ستوكس 600" بنسبة %0.5 ، كما هبطت مؤشرات لندن وباريس وفرانكفورت بنسب تتراوح بين 0.1% و0.6%.

وتراجع أيضًا مؤشر "إم إس سي آي" الأوسع نطاقا في آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.4 في حين تراجع مؤشر "نيكاي" الياباني بنسبة 0.7%.

وهبطت أيضًا الأسهم القيادية في الصين بنسبة 0.3%، بعدما جاءت مبيعات التجزئة الصينية في أبريل المقابل أقل من توقعات المحللين، كما تباطأ نمو المصانع الصينية، ولكن بأقل مما كان متوقعًا.

وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500" بنسبة %1.2، ومؤشر "ناسداك" بحوالي 1.4%.

جاءت موجة الهبوط هذه بعد صعود قوي في الأسهم العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بعد إعلان الولايات المتحدة التوصل لاتفاق تجاري مع بكين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، واستمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق أكثر شمولًا.

وبالنسبة للسلع، عاد المعدن النفيس للارتفاع من جديد، بعدما أنهى الأسبوع الماضي على خسارة بنحو 4، حيث ارتفع اليوم بحوالي%0.9 ليصل إلى 3231 دولار للأونصة.

وزادت الضغوط على أسعار النفط بسبب المخاوف المتعلقة بزيادة الإنتاج من قبل إيران ومنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك". تراجع خام القياس العالمي "برنت" بنسبة 0.6% ليصل سعره إلى 65.04 دولاراً للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة %0.5 إلى 62.15 دولاراً للبرميل.

وانخفض الدولار بشكل قوي خلال تعاملات اليوم مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث سجل أدنى مستوياته في 10 أيام، مع تقييم المستثمرين تداعيات قرار" "موديز" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.

تراجع الدولار الأمريكي بنسبة %0.7% ليصل إلى 144.665 ين، وهو أدنى مستوى منذ الثامن من مايو الجاري. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة" "اليورو" بحوالي 0.73% إلى 1.1247 دولار.