شهدت الأسواق المالية العالمية يوم أمس انتعاشاً ملحوظاً في أدائها، حيث سجلت معظم المؤشرات الرئيسية ارتفاعات قوية بدعم من توقعات بتيسير السياسة النقدية الأمريكية ونتائج أرباح إيجابية من بعض الشركات الكبرى.
في الولايات المتحدة، ارتفعت مؤشرات وول ستريت بوضوح، إذ صعد مؤشر S\&P 500 بنسبة تقارب 1.5%، كما قفز مؤشر ناسداك نحو 2%، فيما سجل مؤشر داو جونز ارتفاعاً بنحو 1.3%.
وجاء هذا التحسن في أعقاب صدور تقرير الوظائف الشهري الذي أظهر تباطؤاً في وتيرة التوظيف، مما زاد من رهانات المستثمرين على قرب قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر.
أما على صعيد الأسواق الأوروبية، فقد واصلت مكاسبها في ظل تحسن شهية المخاطرة وغياب بيانات سلبية مفاجئة، حيث ارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.6%، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.2%، كما صعد فوتسي البريطاني بنحو 0.4%.
في آسيا، سارت المؤشرات في اتجاه مماثل، فصعد مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.6%، بينما حقق مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية مكاسب تجاوزت 1.6%، كما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنحو 0.7%.
في أسواق السلع، سجل الذهب ارتفاعاً جديداً وسط إقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن في ظل ضعف البيانات الأمريكية، وتوقعات متزايدة بتراجع قيمة الدولار مستقبلاً.
وبحسب تقديرات مؤسسات مالية كبرى مثل Citi، فإن أسعار الذهب قد تصل إلى مستويات 3500 أو حتى 3600 دولار للأونصة خلال الفترة القادمة إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية في التباطؤ.
في المقابل، شهد النفط تقلبات محدودة مع استمرار الترقب لقرارات أوبك+ القادمة، خصوصاً بعد إنهاء زيادات الإمدادات الأخيرة.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم؟
بالنسبة لتوقعات الأسواق اليوم، فإن المزاج العام لا يزال إيجابياً نسبياً، خاصة مع اقتراب موسم العطلات الصيفية في الأسواق الغربية، وهدوء نسبي في الجبهات الجيوسياسية.
وينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بيانات الميزان التجاري. هذه المؤشرات ستساعد في تقييم مدى تباطؤ النشاط الاقتصادي وهل يستدعي فعلاً تحركاً سريعاً من الفيدرالي لخفض الفائدة.
كما تترقب الأسواق استمرار إعلان نتائج الشركات الكبرى، منها AMD وPfizer وDisney، والتي قد تساهم في تحديد الاتجاه العام للأسواق الأمريكية خلال النصف الثاني من الأسبوع.
وفنياً، تشير بعض التحليلات إلى أن مؤشر S\&P 500 بات قريباً من مستويات مقاومة مهمة، ما يعني احتمال حدوث تصحيح تقني محدود على المدى القصير، خصوصاً إن لم تنجح نتائج الشركات في دعم التوجه الصاعد.
في المجمل، تبدو النظرة قصيرة الأجل للأسواق إيجابية، لكنها تبقى مرهونة بتطورات البيانات الاقتصادية والتصريحات المنتظرة من مسؤولي الفيدرالي خلال الأيام القادمة، إضافة إلى مراقبة أي مستجدات سياسية أو تجارية قد تظهر على الساحة الدولية.