شهدت الأسواق العالمية في الأيام الأخيرة تحولات مفاجئة، حيث تراجعت الأسهم الأميركية بشكل حاد وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما ألقي بظلاله على العديد من الأسواق المالية.
وسط هذه الرياح العاتية، يراقب المستثمرون عن كثب الأثر الذي قد تتركه القيود الجديدة على صادرات الرقائق الإلكترونية، إلى جانب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول الوضع الاقتصادي.
وفي هذا المقال، نستعرض أبرز التطورات التي تشهدها الأسواق، من تراجعات حادة في أسواق الأسهم، إلى تقلبات في سوق العملات، وكذلك أداء السلع مثل الذهب والنفط.
تابعونا لاستكشاف ما ينتظر الأسواق في هذه الأوقات المتقلبة.
تراجعت الأسواق الأميركية بشكل حاد يوم الأربعاء، وسط تصاعد المخاوف من القيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات الرقائق الإلكترونية إلى الصين، إلى جانب تقييم حذر للاقتصاد من قبل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول.
حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضاً بنسبة 2.2%، في حين هبط مؤشر ناسداك المركب الثقيل بالتكنولوجيا بنسبة 3.1%. أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد خسر 700 نقطة تقريباً، أو ما يعادل 1.7%.
وجاء هذا التراجع بعد تعافٍ جزئي في آخر نصف ساعة من جلسة التداول، إذ شهدت المؤشرات هبوطاً أكبر خلال اليوم قبل أن تقلص بعضاً من خسائرها.
يذكر أن الأسواق كانت قد أغلقت على انخفاضات طفيفة يوم الثلاثاء، في جلسة اتسمت بالهدوء النسبي بعد أسابيع من التقلبات نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومخاوف من حرب تجارية عالمية وشيكة.
باول يحذر من تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم
خلال حديثه في فعالية بمدينة شيكاغو منتصف يوم أمس، أكد جيروم باول أن الرسوم الجمركية الجديدة من شأنها أن تُبطئ النمو الاقتصادي وتزيد من معدلات التضخم. كما أشار إلى انخفاض حاد في معنويات المستهلكين والشركات، بسبب السياسات التجارية للإدارة الأميركية.
وأوضح باول أن الاحتياطي الفيدرالي في وضع جيد يسمح له بالتريث لحين اتضاح تأثير الرسوم الجمركية، قبل اتخاذ أي قرار بخصوص أسعار الفائدة. وأدى هذا التصريح إلى زيادة حدة التراجعات في الأسواق التي كانت أصلاً تشهد ضغوطاً بيعية منذ الصباح.
القطاع التكنولوجي في صدارة الخسائر بسبب القيود الأميركية
قاد سهم شركة إنفيديا (Nvidia) موجة الانخفاضات في قطاع الرقائق، حيث هبط بنسبة تقارب 7% بعد إعلان الشركة عن تكبدها خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار نتيجة القيود الجديدة التي منعت تصدير رقائقها المتقدمة للذكاء الاصطناعي إلى الصين. كما تراجعت أسهم شركة AMD بنحو 7% أيضاً، في ظل تعرضها لقيود مماثلة.
وفي السياق ذاته، انخفض سهم شركة ASML الهولندية بنسبة 7% بعد أن جاءت أرباحها أقل من التوقعات، إلى جانب إصدارها توقعات ضعيفة للمرحلة المقبلة.
كما تراجعت أسهم شركات مثل Broadcom بنسبة تزيد عن 2%، وIntel وMarvell Technology بنحو 3% لكل منهما. أما شركات مثل Applied Materials، وKLA Corp، وGlobalFoundries، وLam Research فقد هبطت أسهمها بنحو 5%. كما انخفض صندوق VanEck Semiconductor ETF بنسبة تجاوزت 4%.
وامتدت الخسائر إلى أسهم التكنولوجيا الكبرى، حيث تراجعت تسلا بنسبة 5%، بينما سجلت أسهم آبل، ومايكروسوفت، وميتا انخفاضات تقارب 4%.
أما أمازون فقد هبطت بنسبة 3%، وتراجعت أسهم ألفابت (الشركة الأم لجوجل) بنسبة 2%.
توقعات حذرة للأسواق العالمية وسط تصاعد التوترات التجارية
تبدأ الأسواق العالمية تعاملات اليوم الخميس على تراجع طفيف، متأثرة بتداعيات القيود الأميركية على صادرات الرقائق إلى الصين، والتي أثرت بشكل واضح على أسهم شركات التكنولوجيا.
وتستمر حالة الحذر بين المستثمرين وسط تصاعد الحرب التجارية، ما أدى إلى أدنى مستوى في معنويات السوق منذ 30 عاماً وفقاً لبنك أوف أمريكا. ومع استمرار الضبابية حول السياسات النقدية والتجارية، يترقب المستثمرون أي مؤشرات جديدة قد تُعيد بعض الاستقرار للأسواق.
سوق السندات الأميركية يشهد تقلبات وسط المخاوف التجارية
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.28% بعد أن كانت 4.34% في اليوم السابق، في ظل استمرار تقلبات الأسواق نتيجة المخاوف من السياسات التجارية الأميركية.
وكانت العوائد قد انخفضت إلى ما دون 3.90% في وقت سابق من الشهر قبل أن ترتفع إلى 4.50% الأسبوع الماضي، مع قيام المستثمرين بإعادة تقييم استثماراتهم في الديون الحكومية الأميركية.
ويؤثر هذا التذبذب بشكل مباشر على تكاليف الاقتراض، خاصة القروض العقارية، ما يجعله مؤشراً مهماً على توقعات النمو والتضخم.
توقعات الأسواق لأداء سوق السندات الأمريكية اليوم الخميس
قد يشهد سوق السندات الأميركية اليوم حالة من الحذر، مع استمرار تذبذب عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات حول مستوى 4.28%، متأثراً بمخاوف الأسواق من تداعيات السياسات التجارية الأميركية.
وعلى الرغم من توقف مؤقت لإصدارات السندات ذات العائد المرتفع بعد إعلان الرسوم الجمركية مطلع أبريل، ظهرت بوادر انتعاش خجولة مع عودة بعض الشركات للإصدار، مما يشير إلى تحسن نسبي في ثقة المستثمرين.
ومن المتوقع أن تظل حركة السوق مرهونة بالتطورات في السياسة النقدية والاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
تراجع طفيف في بيتكوين وسط تداولات حذرة
سجلت عملة بيتكوين انخفاضاً طفيفاً خلال تعاملات بعد ظهر اليوم، حيث تم تداولها عند مستوى 84,500 دولار، مقارنةً بأعلى مستوى لها في وقت سابق من الجلسة والذي بلغ 85,500 دولار.
ويأتي هذا التراجع في ظل حالة من الحذر تسيطر على سوق العملات الرقمية، وسط تقلبات في الأسواق العالمية وتغير شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
توقعات اليوم للبيتكوين
من المتوقع أن تواصل بيتكوين تداولها في نطاق ضيق على المدى القصير، بين مستويات الدعم عند 83,500 دولار والمقاومة قرب 86,000 دولار، في انتظار محفزات جديدة سواء من الأسواق التقليدية أو تطورات تنظيمية في قطاع العملات الرقمية.
كما يراقب المستثمرون أي تحركات في السيولة العالمية أو قرارات سياسية قد تؤثر على الأصول ذات الطابع الاستثماري عالي المخاطر.
الذهب يواصل التحليق وسط التوترات التجارية.. والنفط يواجه ضغوطًا نزولية قوية
سجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعاً بنسبة 3.6% لتصل إلى 3,360 دولاراً للأونصة، مستمرة في تحقيق مستويات قياسية جديدة بفعل الإقبال الكبير من المستثمرين على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الاقتصادية والقلق بشأن السياسات التجارية.
كما استفادت أسهم شركة نيوماونت، أكبر منتج للذهب في العالم، من هذا الارتفاع، حيث زادت بنسبة 2.5%.
توقعات الأسواق لأداء الذهب والنفط اليوم الخميس
من المتوقع أن يواصل الذهب تحقيق ارتفاعات جديدة اليوم الخميس، مدفوعاً بالطلب المتزايد من المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن وسط التوترات التجارية والاقتصادية، مع احتمال وصوله إلى مستويات أعلى في الأشهر المقبلة.
في المقابل، تواجه أسعار النفط ضغوطًا نزولية، حيث تراجعت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس بسبب المخاوف من تأثير السياسات التجارية على النمو الاقتصادي العالمي، مما قد يقلل من الطلب على الطاقة.
أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الخميس
من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس اليوم الخميس، 17 أبريل 2025، تقلبات كبيرة في حركة العملات الرئيسية.
يتوقع تراجع اليورو مقابل الدولار الأميركي بنسبة 0.2% مع احتمالية الوصول إلى مستويات دعم عند 1.0250، في حين قد ينخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% نحو 1.2300.
من المتوقع أن يتراجع الدولار الأميركي طفيفًا مقابل الين الياباني بنسبة 0.15%، مع استهداف دعم عند 132.50.
أما الدولار الأسترالي فسيظل في نطاق ضيق مع احتمال تراجع بنسبة 0.1%، في حين من المتوقع أن يستمر الدولار الكندي في التراجع بنسبة 0.2% نحو 1.3400.